أهاجر ململما بعض هنيهاتي،
لا أملك شيئا ،
غير جسد لا أدري،
كيف بقي عالقا بي،
رغم آلاف الطعنات ،
رغم الغدر الهاجع النابت في العتمات،
رغم النزيف الممزق ،
وحدود التلاشي اللاتنتهي،
أصر حسدي أن يغطي روحي ،
ويهجر معي،
******
أهاجر ململما بعض هنيهاتي،
لا أملك شيئا ،
غير جراحات وحدها ،
تقمصت دفء الوفاء،
ودثرت غضبي،
ضاع حبي ،
ضاع حلمي،
ضاع الضياع في عدمي،
ولم يبق لي غير طريق في الضباب،
سراب يقف خلف بابي ،
وأقداحي فارغة ،
يناديني شرابي،
أقول له أقداحي فارغة،
يسأل أصحابي ،
فيجيبه فراغ ينضاف الى فراغ أقداحي،
وأواصل الطريق الى مدن،
ربما،
أقول ربما لن يصلها ريش الغراب،
أمسد يدي على جسد الزمان،
تستقبلني خشونة الجسد،
درن يفيض عنه العدد،
وأصلي في محراب نبوءتي،
وأعود ،ربما كان الغد ،
ربما طال بي الأمد،
فأنا للآن لم أصل بعد ،
الى قمة الضباب،
أسأل السحاب،
فتردني صفعة ألا ترى انسحابي؟
أرتد صيحة وأسكن تعبي،
فيرد صدى تعبي في شكل سؤال ،
أفتح شباك منزل بلا جدران ،
علي ألتقط وشوشة ريح ،
تسخر من شخير الغياب ،
أفتت ما تبقى من خبز الذكرى ،
فذاكرة النسيان طعمها مر،
والمعنى يشكو بلادتي ،
يبحث عن صنوه الآخر،
ينتظر نغمة جديدة ،
تصعد صفصافة من روح الرباب،
ذاكرة النسيان طعمها مر،
ولم أذق طعم السكر ،
منذ جزوا كل حدائق الأعناب،
أجهشت أوقاتي بالبكاء،
قررت ان أرحل عني ،بي،
لست عاشقا للهجرة ،والهجر،
فابن بطوطة من هنا ،
من طنجة ،
هاجر بي الى شرق الشرق ،
وأوصاني حراسة البحر والحبق،
لكني الآن ،والبحر غيض ،جف ،لم يبق ماء ،
يمنحني شهوة الغرق،
قررت الرحيل،
لاأملك شيئا ،
لاأملك قمحا ،ولا شيكا على بياض السواد،
ولا خنجرا أذبح به عنق الرماد،
ولا منديلا،
أمسح به دمعا ربما صار كالمداد،
كل ما أملكه،
هو جسد التف حول روح ،
وقال لها احمليني قليلا،
هو يدرك أن السبيل قريب نحبه،
فقال ياربي!!!!!!!!
لم يسرت لهم نهبي؟؟؟
فقال ياربي!!!!!!!!
لم يكون على يد ظلالي ،،
عذابي؟؟؟
وارتد الي صوتي،
فالغياب أنا ،
وضمير الغائب أنا ،
نداء ظلالي علي،واخوته ،
سقط دمع من عين،
ترحل الى مدن الضباب.
26--7--11