فؤاد الجشي
المواضيع والمشاركات : 2 الجنسية : سعودي تاريخ التسجيل : 05/08/2011
| موضوع: ذكراك حبيبتي 5/8/2011, 8:21 pm | |
|
ذكراك حبيبتي
فؤاد الجشي
وضعتك في بروازٍ، بعدها مددت يدي ورفعتُ غبار السنينِ، وتأملتُ أمل السامعين إلى صوتكِ، وأخبرتُ نفسي بأنه لا حق لي إلا مشاهدتكِ عن بعد، وماضٍ قد مضى ولحظةٌ نطقت اسمك، وطرقَ قلبي إليك وحزناً ألمَّ بي ... أين أنت!؟ أحبك سيدتي! امنحيني بعض الوقت لكي أمضي في خيالٍ لا حدود له. أحب الزمن الباقي لأمضي في طريقي. أحبك! ذاك الزمان نخرجُ ونلعب سوياً بين أطراف المدينةِ، وقهقهةٌ في أوقاتٍ لا علم لنا إلا الفرحة فيها، وفجأةً! يغيب القمرُ وننجلي في طرقٍ وعرة، حيث ذاب طريقها وبريقها. أين أنت عندما كنا نتطارحُ فوق الرمالِ وقبلاتٌ ولمساتٌ بريئة، يوم خرج الذئبُ يريدُ أن يفترسكِ وبقيتُ معكِ مدافعاً، وفجأةً تغير سلوكه في نظرةٍ لك، كأنه اجتذبَ حبكِ ولم يبقَ لي هاجسٌ إلا بعد فراقه، وذابت الأغصانُ وترهلت شجرتنا، ومات كل شيء، أهكذا الفراق، وما ذنبي أنا والقدرُ محتومٌ علينا، نرضى به كما طُلبَ منا، ومضت السنونَ والأيامِ، ولمحتُ بروازكِ في خيمة بيتي يوم التقينا أول مرة، بكت دموعنا لنقترب ونشجي قلوبنا سوياً، يومها لم أعرف غيرك، ولا رأت عيني غيركِ، وما طرقت روحي إلا لك، يومها ضللتُ طريقي بحجاب نوركِ وشعرت بأملي. هل من أمل لرجعةٍ إلى أحضاني؟ أم الزمنُ انتهى مداه، أرجوكِ! انطقي من بروازك وأخبريني، أين أنت؟ وما دار من الزمانِ حولكِ، سوف أنتظرُ لقاءكِ حتى نخمرَ في وادٍ قد حلمَنا به، ورسمنا طرقه في عشنا الدافئ، ودرنا ودار الحولُ والأملُ بنا على موعدٍ في زمن اللقاءِ، يومها كنت في إحدى زيارتي، رأيتُ ظلالاً من سلمِ، وتنبأتُ بأنه يمثل طيفك، تسارعتُ في قفزتي والبابُ يغلقُ، وتنفستُ الصعداء كي أحزمَ أمري، مررت بأصبعي على جرس البابِ لينطق لي، وسمعتُ صوتاً هادئاً: أهذا أنتَ من وراء البابِ...آه؟ قلت: نعم، وأنا بين مصدّق ومكذِّب! هي من دنت نحو قلبي ..آهٍ كاد أن يُغمى عليَّ، وقلبي يخفقُ في نبضه، وبكينا على دفوف أكتافنا مع قُبلاتٍ اشتدَّ حنينها، والتصقت أرواحنا في دفتر الأيامِ، ودخلت دارها، وعلمت بعدها بأنها في انتظار الامل، ولو عرف السبب لبطل العجب. حبيبتي! أحبك لآخر العمرِ، ولن أجزع في أمري، وسوف أحتفظ بك في خزانتي إلى يومٍ أعود فيه.
| |
|