لا معنى للحياة خارج المرأة

لامعنى للحياة خارج المرأة

خالد الصلعي

******************

كم جميل أن ألعب بصورتك ،
طفلا أعود ،
وتحتلني فرحتي الأولى ،
أفقد معنى اللغة ،
وأحتمي برباط العاطفة الصغيرة ،
عاطفة الطفولة ،
عندما يستقبل طفل لعبته الأولى ،
تكبر الدنيا في عينيه ،
ويعتوره احساس الوجود الأول ،
خارج دفء الأم ،
انها الوطأة الأولى في الوجود ،
تغدو كل حياته ، وكل مستقبله ،
ينام معها يخبئها في حضنه ،
كأنه يدفئ الكون ،
*********
أريد يا حبيبتي أن أستعيد هذا الاحساس ،
فساعديني كي أعيد لعواطفي وطن الطفولة ،
مللت من عوسج البلاغة ،
ومتاهة الاستعارة ،
أريدك جملة وجود ،
مخملية الحلول ،
أحل فيك كما كنت أحل في لعبتي ،
خارج مفهوم البطولة ،
تعبت من ادعاء الوجود ،
في وطن يعجنني ،
يطحنني ، يدمرني ،
وأعجز عن فتح فمي ،
وحين تقبلينني ،
أخجل من شفتيك الطاهرتين ،
لأنهما التصقتا بشفتي ،
شبح يدعي الرجولة ،
هل أمارس الجنس معك ،
وأنا عنين ، مخصي ، معقم ،
كيف أدعي فتوحات الفحولة ؟
سئمت من هذا الوصف ، وهذا النعت ، وهذا البدل ،
فابحثي معي ،
علنا نجد حلولا ،
أعيديني طفلا ،
أقله أستطيع الصراخ في وجه الغيب ،
في وجه كل من يلمس أشيائي ،
ويخترق حقوقي ،
ولا يهمني ان سقطت مقتولا ،
لأني أدركت منذ ولادتي ،
أني لن أكون صالحا ،
في وطن يقتل الرسول ،
ولن أضيف صوتي ،
لمن يقرعون الطبول ،
ولأني لم أتربى في زريبة ،
تحتضن نوادر الحيوانات والخيول ،
أنا ابن أمة وعبد ،
ابن( شعب )رضي أن يولد ويعيش بين قوسين ،
ويموت جهولا ،
اختار أن يكون لاشيء ،
محض أجساد ،
تؤدي واجب افتراضيا ،
من نقطة بداية الى خنقطة النهاية ،
في مكان لايملك عرضا ولا طولا ،
كجزء بسيط من الطبيعة ،
كأرذل شيئ في الوجود ،
فالورد له وظيفة جمالية وبيئية ،
يعطر الأجواء ، ويغذي النحل ،
ولا ينتظر عمولة ،
والحمار ،
هذا الحيوان النبيل ،
يقوم بوظيفته بكل تفان ،
وليس له ان ينتفض اذا وجد برسيما وتبنا ،
كل الأثقال على ظهره بأريحية محمولة ،
أعيديني لمهد الطفولة ،
كي أحبك بحرارة النار ،
ونحترق في شمعة العشق ليلا ،
ونفسر للهب اشتعالنا فيه ، زخات ،
وسيولا .