ريمان النسور
حلّت لعنة الجفاف على حبري
وأنا الآن أعاني القحط الشرس
كالصبار على الحدود الشائكة ينتظر المطر
استحضرت وجهك لأكتب !
ملامحك تشوهت واختلفت أبعادها
قلمي عصفور يحتضر على طرف الصفحة
ينتفض وجعاً !!
************************************
مدينتي لا تعترف بالبراءة
ترقد بأوجاعها فوق بساط الذنب
يحاصرها الموت من ثلاث جهات
والرابعة فُقِدت في غياهب الفرح المبتور
مدينتي لا تعلم
كم من الحنين نمارس كل يوم
وأنك بأطراف أصابعك تملأ أوردتي بك
مدينتي لا تعلم
أنك صنعت من ضفيرتي في كل عقدة ياسمينة صغيرة
كلما مر طيفك بها بكت شوقاً
مدينتي لا تعلم
أن الطفلة داخلي تبحث عنك في أمواج البحر البعيدة
لم تخطئ طريقها أبداً
بل كانت كالرصاصة التي تميز طريقها رغم مئات الجثث
************************************
أيها المارون من مدينتي
لا تحتسوا النبيذ فيها
لا تتعروا من انسانيتكم حين تراقصوا خصرها
لا تعلقوا على شيخوخة العقل حين تُمدَح
مارسوا الاثم كشرب الماء فحكايا الماء بعضاً من وضوح
خبؤوا ذنوبكم خلف ابتسامة ترسمونها ذات جهل
ومارسوا تفاهاتكم كل حين
************************************
أيها الحب علم مدينتي
كيف يكون هضم الذنوب
كيف تسلب الأوجاع منها من ضحكات كاذبة
كيف تجهض دمع الوجع اللقيط
ففي مدينتي جموع من اللقطاء والوجع اليتيم
أيها الحب علم مدينتي
كيف تكون ولادة الزنابق وتراتيل الناي على شفاهها