شعر ثائر العلوي و فوزية أمين
حافِيَةٌ أيّامي
تَجْري ..
مثلَ أرْمَلَةٍ ثاكِلٍ عَجوزْ
تَتَسَوَّلُ ما تَبَقّى
من فُتاتِ عُمرٍ
قَضى النّحْبَ مَهْزوماً
تَضْحَكُ للغَريبِ بِلا وَجَلْ
ياللأسى المخبأ في ثناياها !
يبري الروح بإزميل ثلِم
حين تفرق شملٌ أحياها
ذوتْ كنرجِسَةٍ وحيدة
لم تُعِرْها قسوة الأمسِ
جمالاً لعرس جديدْ
كشمسٍ تحتضرُ
تخنُقُ دفءَها برودةُ غيمٍ
يأبى التلاشي
بينما تقف الأشجار بثبات
غير عابئةٍ
ببضع وريقات صُفْرٍ
تُكَفْكِفُ دَمْعَها
على تويجها الباكي
ناحتْ فراشات عيدٍ
أتى متأخّرا
بلا يماماتٍ في البالْ
كل الصباحاتِ تَطْلَعُ مُغْلَقَةً !
في انتظار لحنٍ
يطرقُ البابَ مغرّداً
معَ خيطِ شعاعٍ
يمتدّ ليسمو
بهاجسٍ أقدسَ للرّوحْ
لحنٌ يتنزّلُ كشاهِقِ الأماني
يمنح الروح حلما أوسع من نهرٍ
في روابي وردٍ لا يكفن أنفاسه
المجدولة بالربيع
تَرومهُ النفسُ ريّاناً
كقطر ندىً تنفّسَ
فجراً لاهثاً
بينَ الوريقاتِ
تلامِسهُ
النّسْمَةُ
الأولى
كتبت في الخامس عشر من مارس 2012
ما بين العراق من مدينة الكوفة
و المغرب من مدينة الدار البيضاء