بين الرؤى والضباب

موضوع: بين الرؤى والضباب 21/3/2012, 2:47 pm

بيــن الرؤى والضباب ...

حسن بن عبدالله

لعينيك ما ترك السير،
للرّيح أخبار من رحلوا
للحكاية أطوارها
للضياء
ـ تفاصيله في مدى الاغتراب.
لعينيك ما ترك السير،
أنظر/ ترى ظلّك الآن تمتصّه الأرض،
تهرب منك الأماكن،
تلك التّي
علّمتك التماثل في جهر أنفالها
واستباحت تفاصيل وجهك بين الهضاب
وترقص فيك الفوانيس،
ترقص،
تلك التي عشقت سفر الوصل
بين الرؤى
والضباب....
وتفتح بالضّوء
تفتح فيك الدواميس،
تفتح فيك الدواميس
بالنّاس أزرقهم في التراب،
وتفتح فيك الدواميس...
هل يرجع العمر
دورته
للوراء قليلا ؟
عساك تفتّش في وجه أمّك
عن سّر ضحكـتها في الوشام
وعن عبق الشيب في شعرها
وتبحث في صمت/ صمت أبيك،
عن الزمن المتلاطم فيك
وتقرأ
ـ ما كتبت خطوات على الرّمل ،
ـ ما عمّمت خيمة في العراء ....
لعينيك ما ترك السّير ...
أنظر/ ترى ظلّك الآن
ـ تمتصّه الأرض،
والنّاس في هلع
هل بوسعك
أن تستردّ لهم
ما استفاقوا
على موته في العراء؟
وهل باستطاعتك الآن
أن تستردّ لهم
ما استفاقوا
على موته في العراء
.........

من المجموعة الشعرية (( توابع الإعياء ))