الصالون الأدبي
المواضيع والمشاركات : 28 الجنسية : عربي تاريخ التسجيل : 07/12/2011
| موضوع: إلى الشاعر المغترب ...شعر : منير الرقي 23/3/2012, 11:48 pm | |
|
إلى الشاعر المغترب منير الرقي كنتَ كالبحّار ضيّع ساحلين وما استقال... كنتَ نهش البحث عن وهم الظّلال عن العرائس يضطجعن على الحقول عن المزارع والكنائس والفَراش يحطّ من تعب الرّحيل على اليدين وبحثت عن بِرك المياه الزّرق و الوقت اشتعال فتّشت عن بجع يسافر في الشتاء ورغبت في قديسة ببراءة تهديك أفضل قبلتين ما أجهلك! حوّلت عينك عن صهيل الأرض عن وهج الجمال وبحثت عن ريح الشّمال بمهجتين يا خيبتك! من قال إن الأرض أرحبُ في الشمال؟ من قال إن الرّيح أعذبُ في الشمال؟ والبرد يلسعُ طفلتين من العراء / أتراه أبردَ في الشمال؟ و نسيت أن الأرض تحتك لخّصت كل السؤال
**** فانظر هنا برد القطاع يجوس في ألق ويصنع آيتين
واسأل زؤام الموت كيف يكون في رفض الرحيل
هذا هو البرد الذي في المهد أنطق طفلتين
وأبوهما رجل يبيع الفول وابتدأ الصباح بطلقتين هذا هو البرد الذي لو ذقته ! لعرفت أن البرد أبرد في العراء ومن هنا البرّ أنبت ساعدين والناس: أفضل ما يكون النّاس في أرض القطاع بجع ولكن ليس يرضيه ارتحال فيظل في سكن الخرائب والرجاء
**** كم كنت تختزل الكلام وتَحُولُ عن صدق المصيبة و الصّراحة للمجاز و تحمّل الهذيانَ لفظك و المحال ستقول هذا من جواز سترى بأنك لا تجوز إلى السّؤال فاليوم عزّ القول فانفتح السّجال على السّؤال : من شرّد الطفل اليتيم من المخيّم بعدما ترك الجبال؟ من باع لحمنا للجوارح و الكواسر بارتجال؟ من باعني رقّّا وسبيا مرّتين، وبكى على قبري كربّات الحجال؟ من صيّر الحلم الجميل مرارتين؟ من عرّف الوطن المؤمّل بالمحال؟ من قيّد الكفّ الطّليقة بالحبال؟ من جزّ إيرنا بانبطاحه ثم ركّب إليتين؟ من ضيّع الأرض الظليلة ثم ضاع؟
**** هذا السّؤال / لم َ سكتّ؟ غرّبت وجهك و انطلقت وجعلت قِبلتك الشّمال كم مرّة أمضيت يومك في البحور وما رحلت وغزلت لفظك ضيّقا دون اتّساع فلا كسوت ولا لبست وولجت بين الغارفين وما غرفت وجلست في صفّ الدّعاة وما دعوت وكرعت من عين الكلام فما ارتويت كان الفراغ المستحيل يشدّ وحيك فانطلقت بلا شراع لا حرف يعبره فتغفو بين أعداد النيام ولا يترجمه الكلام فلو سكتّ !
**** ويعود يسألك القصيد هل انتهيت؟ فسكبت شعرك ناشزا في نشوة وفرِقـْت من وزن الجياع فوزنت بيتك بالهشيم اليوم أنهيت القصيد فتراقصت دفقات قلبك مثلما رقص الغرير بلعبة العيد السعيد وبها سعدت ومن الكآبة ما انتهيت
**** بالأمس أنهيت القصيد ونفخت روحك في الشموع يا عيدها! خبت الشموع وذاب في الحفل اللهيب ورقبت نفسك ذائبا ....حتى انطفأت | |
|