(1)
فضلها علي تلك البيضاء بجسدها النحيل
ذات الرحيق المر...
يزعجني حبه لها ويبرر لي دوما
أنها هي الوحيدة التي تستهوي الغرق داخله
والتي تطرد شيئا من وجعه خارجا
(2)
أرتشف قهوتي هذا المساء
وأتلذذ طعمها المر كطعم لقائنا الأخير...
مجروحة هي حروفي حد الألم
تئن كل ليلة وتعزف سيمفونية الوجع
وتتكئ على خاصرة الفقد...
(3)
أُلبس أيامي الجمال
وأجري مسرعة
أتعثر بخيباتي
خيبة تلو خيبة
فأمضي بعدها عارية
إلا من رداء الخذلان
(4)
انتظرتكَ ليالٍ طوال ولم تأتِ
وفي ليلة حبلى انتظرتُ المطر
فأمطرت بعيدا عن أرضي... !
(5)
ودعني قائلا: لا تنسيني فقلت له:
ربما سـ يهمس لك قلبك بالرجوع إلى أحضاني
وربما تعود ولا تجدني
ربما تأوي إلى سباتك المعتم
وألتقي بك على حافة المنام
لنودع ذلك الحلم الذي حلمناه معا
سأطبع حينها قبلة وداعي لك على أكف الوداع
قُبلٌ كـ تلك التي كنت تطبعا على وجنتي حين لقائنا
حينها سأنساك حتما !
(6)
لم يعد لأيامي لون الأقحوان ورائحة الياسمين...
بأي وجع أكتب يا وجعي المنتظر !
قال لي : بكل أوجاع العمر
أكتبي حبا أتى وحبا مضى وحبا لا أعلم أين هوى
حب قيس حب عنتر
أكتبي بكل أوجاع العمر
أكتبيني مقطعا أو قصيدة
أو بيت شعر لا بحر فيه ولا سفينة
واعزفيني وغنيني
أخرجي صوتك المذبوح من شرنقات اللاوجود
حشرجي غني قبل انطفاء الشموع...
(7)
دموع ذرفت في قبضة المساء لغيابك...
آهات تلقيني على عتبة الشوق...
سويعاتي مملة من دونك... خاوية... مقيتة...
أكره عقاربها التي تنخر فؤادي في كل دقة و دقة...
لا أحد مدرك لما أشعر به...
أرتشف علقم فراقك لأفارق نفسي...
لأفارقك قلقا واحتضارا...
أينك الآن مني أيها الهاطل في صحرائي القاحلة كالمطر الشريد !!