ادب ليس للايجار
دفعني الى كتابة هذا المقال تعليق لاحد المشاركين في احد المنتديات باسم مستعار. يتهم هذا المشارك بعض الشعراء العرب يشاركون بقصائدهم دعما للمنتدى. وللخطاب لغة واداب سيما وان الكثيرين يقرأون مانكتب. عنف المشارك الادباء لعدم نهجهم النهج اذي يرتأيه، الكتابة في مواضيع بعينها، ناسيا الظروف السياسية القاسية التي تحكم الكتاب خاصة اولئك الذين يعلنون عناوينهم الصريحة وصورهم الصحيحة ولا يختفون وراء اقنعة الهروب.
ان الواقع العربي اينما كان مر شديد المرارة لكن هذا لايعني ان نتهم الادباء باحتلال بغداد مثلا. فليس من الضرورة ان ينتمي الشاعر او الاديب الى فئة سياسية لكي يؤهل لتبني هموم العرب. يعبر الشاعر عن التزامه للامة بطرق شتى ولاحاجة ان نملي عليه مايكتب. لقد انقضى زمن التاجير والابواق والطبول. يعبر الاديب اليوم عن همومه والامه من خلال زهرة او طلل او تجربة شعورية فذة. ولكل شاعر اسلوبه الخاص في التعبير ومفرداته في الحب في التعامل مع النص وايصال الفكرة الى القارئ.
لامجال لقولبة الادباء قسريا كي يلائم مقاسات بعينها، فالشعر ابداعي ذاتي محض. فلا تطلب ان اكتب قصة حبك بتعبيري، ولاتطلب مني ان اهجو شخصا بتعبيري ولاتعلمني كيف اعبر عن ذاتي اذ انتهى زمن الوصاية وليس الشعراء للايجار ابدا. يعبر الشاعر عن احاسيسه ويبثها لكنه غير مسؤول عن كيفية استلامها من قبل القارئ.