خذني إلى وطني..
لا يشربُ العصفورُ
من كفِّ الغريبْ
و تضيع أشواقُ
اليتيم تتوه في
جوف الدّروبْ
قد يكبر حزن اليتيمِ
يكفكف الدّمع السّكوبْ
يهــمي على ورد الخدودِ
كبحّة الناي البعيــدِ
يحنُّ للبلدِ الحبيبْ
خذني إلــى وجــع الثكالى
إلى ابتهالات الحيارى
خذني إلى جرح قريبْ
خذني إلــى أرض تعرّت
من تراب الحقّ
من ماء المطرْ
خذني إلى انتظــارات
الجياع ..
إلى ابتهالات الشجرْ
ماذا أقول لكلّ أحفادي
إذا حان السّــفرْ؟
لم أترك لهم غير الدّموع
و غير أنفاس الوترْ
خذنــي إلى شمسٍ يمزّق
ضوءها صفعُ الرّياحْ
خذني إلى أرضٍ
يغطّي عُـرْيَــهـا
نور الصّباحْ
خذني إلى وطنٍ
أبنيه من نزف الجراحْ
خذني إلى ضلعِ النهارْ
وزّعْ دمائي
فوقَ خارطةِ البلدْ
في كلِّ أشجارِ البلدْ
من حبّة الرّمْــل الحبيبة
في الجنوبِ و في الشّمــالْ
من ضحكة الماء المعطــّر
و الزلالْ
من بسمة الوجه الضَّحوك
من التّلال إلى الجبالْ
من خفقة القلـب المجنـّح
من دعاء الطـّــاهرين
من صلاة العاكفين
في خشوع
و ابتهــالْ
يا أيَها الشـّهداءُ ما غاب الوطنْ
ما ضاع طـُهرُ دمائكم
رغم الفــِتــنْ
يا أيـّها الوطن المعرّش في دمي
هاك الكفنْ
خذني إلى وطني الحبيب
خذني إلــى وطن الوطنْ..
الأستاذ : شكري مسعي – المنستير ( تونس ) / 24/10/2011.