حمو زروال ( ابو قدس )
هذا الصباح… ليس كالصباحات السابقة والمعتادة، اكفهرت السماء وأمطرت، أمطار غزيرة تنقر شباك غرفته كالعصافير التائهة.
لم تثني الأمطار عزمه، حمل محفظته ومظلته ، خرج يتعثر في مشيته،كان وحده في الطريق. تبلل حذائه، قطرات مطر تغازل مظلته الصغيرة …وتعلو في اتجاه الريح.
كان يتمنى أن تطير به كأطفال الرسوم المتحركة.
في ركن خال من دربه الموحش،سمع أنينا ومواء… اقترب بفعل الفضول الطفو لي، وجد قطة صغيرة تشكو…تتألم من قساوة البرد والجوع.
لا احد يبالي بها… أخذها ، مسح عنها الماء، وضعها في محفظته حتى أعيد لها شيئا من الدفء و الحنان. أعطاها قطعة جبن كانت قد دستها أمه في جيبه.
حينما وصل إلى المدرسة… دخل حجرة الدرس. جلس في مكانه… لم يفش سر القطة للأصدقاء مخافة تعرضه للعقاب من طرف المدرسة.
أخرج كتبه وأدواته المبللة. لمس القطة… تحسست هي الأخرى يده الناعمة. اطمأنت…
بدأت المدرسة تشرح الدرس… انغمس الجميع في المتابعة بكل شوق. لكن سرعان ما خرجت القطة متسللة من المحفظة التي لم يحكم إغلاقها.
نزلت بكل هدوء إلى الأرض، وبدأت تتنقل بين الأرجل، وفجأة صرخت طفلة بأعلى صوتها عندما لا مسها ذيل القطة،
خرج الجميع عن السيطرة. وهم يتابعون هرولة القطة وهي تقفز إلى الخارج.