ثائر العلوي
المواضيع والمشاركات : 38 الجنسية : العراقية العمل/الترفيه : موظف في مجال الثقافة / المطالعة و الانترنيت و الخربشة تاريخ التسجيل : 03/03/2012
| موضوع: أيها الصامت ...عد 22/4/2012, 4:20 am | |
| تحت سرير مشقتي
مددت يدي
لأخرج عمري الضّائع
فوجدتُ ما سكبتهُ
على وريقاتي الباكرة
لم يزل غضّاً
ينتظرُ من يمسّهُ
بشغف كان يميّزهُ .
( أيّها الصّامتُ عُدْ )
أ نَسيتَ بأنّكَ مثلي
تُتْعبُكَ الضّجّةُ
و الفوضى تأخذُ منكَ الهاديء فيكَ
فأنّى خُضْتَ بلجّتها ..
ردّتكَ إليكَ حزيناً
مرتَبكَ الخطوةِ تنأى
لكنّكَ في الحدّ الفاصلِ
بين اللّحظةِ و الفعلِ
تعود إليها
منتبهُ القلبِ
مستَفزّ الذّاكرةِ
ساهم العينينِ
و كلّ جوارحكَ الحيرى
تُشيرُ إليكَ الآنْ
لقدْ حلَّ خرابُ الأرضِ
بهذا الجّسَد الشّاخصِ
كالجّذعِ المُتَهالكِ من يبَسِ
- هلْ تخشى..؟!
ما كنتَ عليهِ وصيّاً بالأمسِ
و ما كانَ بكفِّ يمينِكَ أطوَعَ منهُ
حتّى شئتَ و حُكِّمَ فيكَ العطفُ
فرحتَ تحمّلَ نفسَكَ همّ سواكَ
لتبدو.. منحنياً تمضي
رغم القمر الطّالعِ وسط جبينكَ
ما أشقاكَ و أنتَ تحاولُ
خلْقَ الحبّ من الأحقادِ
خلاصَ الرّوح التّعبى
و تؤاخي بينَ الحاكمِ و المحكومِ
و لأنّكَ يغضبُكَ الجّهلُ
و يرديكَ الغدرُ قتيلَ الحسرةِ
و العالمُ من حولكَ نارٌ
و دماءٌ و جنونٌ أعمى
فضّلتَ رداء الصّعلوكِ
على منح السّلطان و خلعتهُ الكبرى
حتّى لا تغفلَ يوماً ..
و تزلُّ يداكَ فتقتلَ من كان أخوكَ و تندمْ
منْ يعلمْ ؟
من كان سيعلمْ حين يراكَ ؟
بأنّكَ في ظلمةِ أعماقكَ
في حجرة صمتكَ تستلقي
أنّكَ وحدَكَ فوق سرير الوحدة و الحزنِ
تنزفُ حبّاً و تموتُ حناناً
يتحسّسُ خدّكَ في الخشب الباردِ
للمسندِ خدّحبيبتكَ الحمقاءَ .. مدينتكَ الخرقاءَ
و صحبُكَ يرتجفونَ من الخوف كأطفالٍ سذّجْ
و كلّ النّاس .. الدّور .. الطّرقُ .. العرباتْ
و العفنةِ فارغةُ القلبِ الأسواقُ
يملكهُا المأفونون ذوي الدّخل الفاحشِ
لكنّ سؤالأً يبقى في ظلّ سؤالٍ ألقى
في الظلّ جميع الأسئلة المحشوّة بالأشياءْ
من شاءَ كما شاءْ
و من شاءَ كما شاءْ
لا شيءَ هنالك يدعى بالشّيءِ
لا شمسَ هنالكَ يحتضنُ الفجرُ
كما أنت وحيداً حتّى ظلّكَ لن يتبعكَ
عليكَ بسبر الظّلمة وحدكَ من وجدكَ في حبّكَ
في قصر الزّمن الموحشِ من قلبينِ بهمٍ واحدْ
آااااااااااااهٍ يا أولاد الأوغادْ
آااااااهٍ يا بعض صديقٍ يشعرني بوجودي
ها إنّي ألقيتُ عليّ رداء الصّعلوكِ
و ألقيتُ عليكَ بثوب المجنونْ
يا ذا الرّوح التّعبى خذ منّي بعض حنان الأمسِ
تعالَ نغنّي قبل نهاية هذا العالمِ
إنّي أشهدُ أنّ غيوماً حبلى اجتمعتْ في عينيكَ
و على جرحي راحتْ تمطرُ من كفّيكْ
تنسابُ على غابات همومي المتشابكةِ الأغصانِ
ما عدتُ أرى وجعي في أحداقِ أمانيّ الخرساءْ
هائمةً بين صحارى حلمي
فهل يزهرُ منها شيءٌ فيكْ ؟
بغداد - ديسمبر 1987 | |
|