لا يملك الأعمى نَظَرْ

لا يملك الأعمى نَظَرْ

\

رحلت يداي إلى الأعالي
كي تفتّش عن صدى
لكنّه هذا الصدى
كسَر المدى
صعد السماءَ
قد انتحرْ
جفّت يداي وجفّ حبّي في فؤادي
وانتهى
هل سهوةٌ إن مات دمعي في المطرْ؟!
هل لعنةٌ إن صار صمتي طاعناً
مثل الحجرْ؟!!
هل زلّةٌ هذا القدر؟!!
جفّت يداي ومات شعري في فمي
جفّت يداي .. وصرت أشرب من دمي
جفّت يداي .. وصرت أكتب في الجفافِ
بمعصمي
تاهت خطاي وصار دربي موصلاً
بالأنجم
عانقت أغصان الشجرْ
علّي أصير معلّقهْ
مثل الثمرْ
تفاحةً .. زيتونةً .. ليمونةً
ما أجمل الإنسان إن
أضحى الفواكه و الثّمرْ
جفّت يداي فهل لعرش الغيم
أن يسقي يديّ
بلا صلاةٍ
أو بكاءٍ
أو سببْ؟!!
تبّت يداه أبي لهبْ
لو كان قلبه نجمةً .. ماكان ينقصه الأدبْ
ماكان هذا اليومَ
يحضننا اللهب
تبّت يدانا يا إلهي
لو لزمنا دربَ أيّوبٍ
وظلّ محمّدٍ
كانت سمائي واحدهْ
لمّا تكن ..
نجماتنا متباعدة
لكنّه منع الأصابع من ممارسة العناقِ
وقد بكى ثمّ انحنى
سالت بحاراً عينهُ
وأنا وآبائي .. وأبنائي
غرقنا في الدموعِ
ولست أبكي
بل أنازعُ
هل أموت لما جنى؟!
قيسٌ بكى
واليوم يبكي دمعه سمّاً
على ما قد بكى
قد حارَب الشمسَ القمرْ
لمَ سوف نزرعُ وردةً ؟!
فرّ الترابُ
من المطرْ
ما عاد يحمل غصنَهُ
جذعُ الشجرْ
حذفوا من الإنّ الخبرْ
فاهتزّ مبتدأ الحقيقةِ وانحنى
حتّى انكسرْ
ظل السؤال على الشفاهِ
ولا جوابٌ
لا سماء المعجزاتِ سماؤنا
لم سوف تشرق شمسنا؟!
إن كانت الآيات
غامضةً لنا
لا تشرقي .. لا تسألي
إنّ الجواب موضّحٌ
في المسألة
خلّي الليالي
مرسَلةْ
ودعي النهار مخبّأً
كي لا تبان المهزلة
وجعي أنا
من وقت أن أضحت يدانا
عانساً
من وقت أن أضحت يدانا
أرملة


*

هدى محمد \ بلاد الياسمين \ سورية

\

\