كان يأتي في كل فجر ,يرسم بين يديَّ كل يوم طلوع الشمس الآتية ,و يكتب بيده تفاصيل النهار ,لكنه اليوم لم يأت فصرخت عليه عبر هذه النافذة ,تلوت إسمه على كل نجمة في السماء ,فأبرقت سماؤنا و أرعدت و هطل المطر ,فوجدته في هذا الغيث النازل على هذه الأرض كما تنزل عيناه عليّ في كل يوم و تمطر , فأسرح معه في أحلامي على أجنحة الليل و الماء إلى سماواتنا العتيقة , إلى مواعيدنا السابقة , إلى أمنياتنا الآتية ,ما هي إلا لحظات و تبلغ سفينتنا المرفأ , هنا سننزل يا صديقي ..سننزل هنا ؟ !! أجل .. و هذه الحقائب و القصائد و الكتاب , ستأخذ كل ذلك معك .. و لكن ما هذه الحقائب ؟! هي حقائب حبي
صمُتَ قليلا ..أدمعت عيناه و قال :
أريد أن أضمك .. أريد أن أبكي ضممته .. ضمَّني.. و بكى هي الدمعة الأولى بين يدي .. هي الضَمَّة الأولى التي يريدها حَبَسَتْ رهبة الموقف دمعة كانت ستقع مني بعد قليل فرأيت يَدَيَّ على عينيه مسحتُها دمْعَتَه و قرأتها و سمعتها و لكنها الخاتمة التي لا بد منها أعدتُ إليه قلبه .. و اعاد إليَّ قلبي و عدت أدراجي و عاد هو .. لقد عدنا إلينا ....
كاظم عكر