مرايا من وجوهٍ مستعارة

مرايا من وجوهٍ مستعارة
\
بين عينيّ وعينيكَ انتظارْ
والمسافات دوارٌ
في اختلافٍ بين طفل ورغيفٍ
وسماءٍ .. وترابٍ .. وانحناءٍ وانكسارْ
والعيون السابحات
بين وهمٍ وسرابٍ
وعروشٍ كثرَ الصمغ عليها .. لو افاقتْ
سوف يغدو رمش عينيك وعينيْ .. "ذا الفقار"
لم يزل أيّوب في وجهكَ ينمو ..
لم يزل وجهي جداراْ

هذه المرة إني قد رأيت الدمع في عينيك نبعاً
نُزَّ من عينيه دمٌّ
بعد أن كانت عيوني
تسكب الدمع انتحاراْ
كُفّ عن دمعٍ بعينينا ينادي ..
كفّ عنه .. كن قويّا
قل لعينيك كفى
قل لها .. قل أيّ شيءٍ
كفّ عن دمعٍ غدا حولكَ
قيداً وحصارا
إنّ دمع ا لطفل أغلى من رجالٍ مخمليةْ
إنّ دمع الحقّ أغلى من قصورٍ ذهبيّةْ
كُفّ عن دمعٍ بعينيّ مميتٍ
إن دمع الحرّ أغلى
من دماءٍ .. وبحارٍ .. وبلادٍ .. ومساءٍ .. ونهارْ
لم يكُنْ دمعكَ معنى الانفجار
دمعك الهاطل هذا
هو حال الانهيارْ
إنّما الإحساس كبريتٌ
ولا يشعله الدمع .. ولكنْ ..
يشعل الإحساس في أعماق قلبينا .. شرارْ
وجهك المصلوب في وجهي موتاً
لم يزل يبني القبورْ
أين في وجهيَ وجهي ؟
أين وجهٌ من صقورْ ؟
نسيتْ هذي المرايا
نسيتْ وجهي القديمْ
أم تُرى هذا الـ أمامي
جاء وجهاً مستعاراْ
هذه المرآة قربيْ
أبعدوها
وأرى في وجهكَ الدامي
تضاريساً .. وأشباحاً .. وطعناتٍ .. وأقداماً
وبيتَ العنكبوتْ
هل رميت الكبرياء ؟!
وتعفّنتَ مع الصبر الذليلْ ؟
أم تُرى تنسج ـ يأساً ـ
كبرياءً من سكوتْ ؟!
لكنِ .. الدمع إذا سال من العين الصبورةْ
كلّ شيءٍ سيموتْ
هذه المرآة خوفٌ ..
أرعبوها
بين عينيَّ وعينيكَ جوابٌ
هاربٌ منه السؤالْ
لو سبحنا واشتعلنا
في فضاءات معانات السؤالْ
سوف يغدو بين أيدينا ذليلاً
كلّ شيء لا يُطالْ
ثمّ نمحو تحت نعلينا المحالْ
هذه المرآة موتٌ ..
اقبروها
بين عينينا كلامٌ ودموعٌ
واشتعالٌ يشتهي حرق المسافاتِ
وحرق الجاذبيّةْ
كيف تنسانا المرايا
كيف تنسى أنّنا عشنا سويّةْ
أنّنا متنا سويّةْ
أنّنا نحن القضيّةْ
كيف تمحونا اللغات
بعد أن كنّا جذورَ الأبجديّةْ
اقترب منّي قليلاً
خطوةٌ منك ويغدو الصوتُ منّا
بندقيّةْ
سرقوا تاريخنا
سرقوا أسماءنا
خطوةٌ منكَ ستعطينا الهويّةْ
إنّما العملاقُ هذا هو وهمٌ
خطوةٌ منك ويغدو كلّ وهمٍ
تحت نعلينا جِثيّاْ
فاقترب هيّا اقترب منّي فإنّي منك أدنو
خطوةٌ منكَ ويغدو
كلُّ إنسان نبيّاْ
هذه المرآة وهمٌ..
كسّروها
كـ .. ـسـّ .. ـر .. و .. هـ...ا

*
هدى محمد \ بلاد الياسمين \ سورية