إلَىْ امْرَأَةٍ لَنْ أُسَمِّيْهَا
إِلَىْ امْرَأَةٍ لَنْ أُسَمِّيْهَا
تُطَارِدُنِيْ حُبِّيْ
سَتَأْخُذُهُ بَعْدَ قَلِيْلْ
فَتَضِيْعُ كُلُّ أَمْكِنَتِيْ وَأَزْمِنَتِيْ
وَسَيَضِيْعُ حَتْمَاً
هَذَا الفَجْرُ
فَجْرُنَا النَّاطِقُ بِالحُبّ
تُطُارِدُنِيْ حُبِّيْ
فَيَمْضِيْ إِلَىْ زَمَنٍ جَدِيْدْ
زَمَنٌ لَيْسَ فِيْهِ سِوَىْ
رَائِحَةُ وَجْهِيْ
وَبِضْعُ ذِكْرَيَاتٍ مَنْسِيَّةْ
إِلَىْ امْرَأَةٍ لَنْ أُسَمِّيْهَا
تَأْخُذُ حُبِّيْ
وَضَاحِكاً .. ضَاحِكاً
يَذْهَبُ إِلَيْهَا
وَسَوْفَ لَنْ تَبْقَىْ هُنَا
سِوَىْ صُوْرَةٌ وَسَرَابْ
وَتُشَرِّدُنِيْ الحِكَايَةْ
بَيْنَ مَا كَانَ
وَمَا سَيَأْتِيْ
وَأَمْضِيْ
أَمْضِيْ مُتَّشِحاً
بِالزَمَنِ وَمَا كَتَبْ
أَمْضِيْ مُتَّشِحَاً
بَالْقَسْوَةِ .. بِالْمَوْتْ
وَلَا دَرْبَ سِوَىْ الغَيْبِ
سِوَىْ الصَّمْتْ
إِلَىْ امْرَأَةٍ لَنْ أُسَمِّيْهَا
يَا أَيَّتُهَا القَاسِيَةْ
يَا أَيَّتُهَا الحَمْقَاءء
سَتَأْخُذِيْنَ الآنَ دَمِيْ
سَتَأْخُذِيْنَ كُلَّ قَصَائِدِيْ
سَتَأْخُذِيْنَ صَوْتِيْ الأَخِيْرْ
وَنَبَضِيْ الأَخِيْرْ
وَهَذَا العُمْرُ المُتَبَقِّىْ
وَتَسْرُقِيْنَ الآنَ
كُلَّ ابْتِسَامَاتِيْ
وَأَحْلَامِيْ
سَتَأْخُذِيْنَ مِنِّيْ
كُلَّ الرَّحَلَاتِ الجَمِيْلَةْ
سَتَأْخُذِيْنَ كُلَّ مَوَاعِيْدِيْ السَّابِقَةْ
وَسَتَضِيْعُ عَلَىْ يَدَيْكِ
كُلُّ مَوَاعِيْدِيْ الآتِيَةْ
فَأَتَوَضَّأُ بِالْخَيْبَةِ
وَأُصَلِّيْ صَلَاةَ المَيِّتِ
عَلَىْ رُوْحِيْ
عَلَىْ حُبِّيْ
هُوَ الحُبُّ
وَمَا شَاءَ
إِلَىْ امْرَأَةٍ لَنْ أُسَمِّيْهَا
يَا أَيَّتُهَا الغَبِيَّةْ
خُذِيْهِ
وَقَدْ شَاءَ أَنْ يَمْضِيْ إِلَيْكِ
خُذِيْهِ مَلِيْئاً بِيْ
بِحُبِّيْ .. بِعِشْقِيْ
وَقَدْ عَلَّمْتُهُ أَنَا كُلَّ شِيْءْ
إِلَّا أَنَا
خُذِيْهِ
وَسَتَخْبُرِيْنَ مَعْنَىْ الصَّمْتِ وَالوَجَعْ
سَتَخْبُرِيْنَ مَعْنَىْ الضَّعْفِ وَالإِنْكِسَارْ
وَسَتَخْبُرِيْنَ جِدَّاً جِدَّاً
مَعْنَىْ الكِبْرِيَاءْ
هُوَ آتٍ إِلَيْكِ
مِنْ رُوْحِيْ وَدَمِيْ
مِنْ كُلِّ قّصّائِدِيْ وَأَشْعَارِيْ
هُوَ آتٍ إِلَيْكِ
وَبِيَدِهِ رَمَقِيْ الأَخِيْرْ
فَخُذِيْهْ ..