رفعتُ قضيةً كبرى
بمحكمة الجناياتِ
وقال القاضِ وافينا
بأنواعِ البياناتِ
وأين الخصم يا هذا؟
ألستَ تُضيعُ أوقاتي؟
فقلت لسيدي القاضي
ألا تُصغي لأبياتي؟؟؟
وتسمع حُجَةَ المظلوم
وما ترويهِ آهـــــــــــاتي
فقال انطق وأوجِزْنا
وهاتِ من النهاياتِ
فقلت اسمع وهات الحُكْمْ
وإن الخصم مولاتي
حلمت بأنها سكنت
بغيمٍ راعدٍ شاتي
بعيدا عن مدى صوتي
وليس تفيد أصواتي
فمن بالله يصهرني
بأشواقٍ ونظراتِ؟
وكيف سيرتوي ظَمأي
بغيرِ لهيبِ قبلاتِ ؟
ومن سيكون لي سنداً
إذا جاءت نهاياتي؟
ومن شمسي ومن قمري؟
وكيف تهون ويلاتي؟
ولا بل من سينصت لي؟
إذا بدأتْ حكاياتي؟
فأصدر حكمك العادل
فهذا نَصُّ مأساتي ...
فقام القاضِ مرتعداً
وصار إلى مواساتي
وأصدر حكمه ضدي
بعيداً عن معاناتي
وبرَّرَ حكمه القاسي
بقولٍ غاصَ في ذاتي
غريمك ليس مبتعداً
فلا تكُ تائها عاتي
وأصل الحكم بين اثنينْ
حفظتهاْ في دراساتي
وأنتم ليس يفصلكمْ
سوى بُعْدُ المسافاتِ