ومضــــات
********
1 ـ انتباه
في التفاف النّاس
في كلّ صباحْ
عندما يكتظّ بالأنفاس جوف الحافلةْ
ـ في الوجوه المستديرة ْ
ـ والوجوه المستجيرة ْ
ـ والوجوه الضّيقة ْ
كنت أبكي حالة اليأس
على كلّ الشفاهْ
واحتباس الصّوت
في صمت الألمْ
........
2 ـ كيف تبدو ؟
عندما يخرج شاعرْ
من ظلام في المناجمْ
ـ كيف تفهمْ ما يقولْ
دون غوص في مداهْ
دون علم
ـ كيف يبدو في رؤاهْ ؟
ـ كيف تحكمْ
دون خوض في الطلاسمْ
هو يرسمْ بالسوادْ
وله في الشّعر مرسمْ
ويكلّمْ ... دون فتح للشّفاهْ
وتراه غاضبا و يتبسّمْ
يكتم الغيظ ، ويحلمْ
يكتوي بالجمر
يجزُمْ : أنّ في الجمر حياةْ
تلزم العاشق روحا ، وقصيدْ
ميّتٌ ... فهو شهيدْ
........
3 ـ أسئلة الإعياء
تنحدر الرؤيا
نحو العمر الباقي
تتراخى الشّمس وتذبل
أسأل : هل ثمّة ما أُنسيتُ
ولم أتعرّى
ـ هل ثمّة ما أُعطيتُ
ولم أعطيــهْ ؟
يا ذاكرتي
ـ حان الوقت
لكي أتجاهل
أسئلة الإعياءْ
.... ...
4 ـ معادلة الإفشاءْ
حين تضيق بك الأنفاس
جرّب عريك واصرخْ
يفلت منك الباقي من تعب
تكتب ...
جرّب عريك بالكلماتْ
لا يوجد في المنطق ما يعنيك
إذ تكتب من غضب
واغضبْ
تلك معادلة الإفشاءْ
حين تلازمك الغمّة
أو تكتم
تكتم
حتى يفيض المقت .. وتبكي
***
حين تضيق بك الأنفاسْ
ليس أمامك غير زجاجك
كسّر فيك زجاجك
واصرخْ
تلك معادلة الإفشاءْ
........
5 ـ قــــرار
سأرسم قيدا
وأكسره بفمي
سأعبر من لحظة حائرةْ
إلى جمرة في دمي ساهرةْ
تحرّض فيّ الذي سأقولْ
وتخرجني من تمام الذهول ْ
إلى قمّة ناظرةْ
***
سأقطع بيني وبين الولاء
لأيّ احتواءْ
وألزم فيّ انتمائي
بأن لاّ يطولْ
خراب الكتابة في الذّاكرةْ
سأكتب من جمرة كاوية
عن الأرض كيف أراها
وقد وزّعت بالصبايا
وكيف تشمّ الصباح
وتبكي المساء
وكيف تلمّ الجراح
وتخفي العزاءْ
وكيف ترمّم ما فعل السّفاءْ
من القصر
حتّى انتشار الزبالة ـ كيف تشاءْ
سأكتب من جمرة كاويةْ
و أمنحني صفة الامتلاء ْ
بكلّ الجماهير في الابتلاءْ
ـ إذا خنت يوما
أخون كثيرا
ويسقط فيّ الوطنْ
إذا خنت يوماأخون الكتابة و الفقرا ءْ
.............
ـــ من مجموعة شعرية تحمل عنوان ( رجوعا إليك )