إستجابة
سررت كثيرا حين لقيت عبد الوهاب مخلوف زميل دراستي القديم.. حين سألته عن أهمّ ما جدّ في قريتنا من بعدي، حدثني طويلا عن إمام مكروه كراهة العمى.
ـــ ذات مرّة كنت حاضرا حين أقسم بأغلظ الأيمان أنّ الجنّة تحت أقدام رئيس الجمهورية...
ـــ....!!؟
ـــ في مناسبة أخرى، وحين سأله احدهم عن تفسير قوله تعالى(( إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها)) أجاب: الأمانات هي وزارت الدفاع و الداخلية و الإعلام و التربية و الشؤون الدينية. أي السلطة رحمكم الله.. وأهلها رئيس الجمهورية حفظه الله و رجال دولته رعاهم الله و نصر بهم دينه !"
كنت مستغرقا في الضحك حين استمرّ زميلي السابق عبد الوهاب مخلوف:" و حين سئل عن تفسير قوله تعالى ((إن الله يحبّ التوّابين و يحبّ المتطهرين)) قال: يحبّ التوابين من حشر الدّين في السّياسة. و يحبّ المتطهّرين من سوء الظن بالحاكم.ـ
ــ ...!
ـــ ذات مرة ، و في اسبوع واحد صلى على مومس. وشيّع جنازة مريض بالايدز. و وافق على دفن مطربة خليعة بمقبرة الشهداء!!
صحت من شدة الدهشة:ــ و الله عجيب!.
استمر صديقي:
ـــ و حين بلغه ان رئيس الجمهورية يعشق صوت المغنية فائزة أحمد قال اللئيم معلقا: سبحان الله !! لا تـنفكّ العناية إلإلهية تسدّد خطى فخامته، و لا تزال العصمة الربّانية تحفّ بسيادته..سواء ذلك في خطير الأعمال أو في اللّهو الحلال. قيل له أوضح ما أجملت قال: بسيطة.. يا إخوان بسم الله الرحمن الرحيم. ألم((" الألف:أنا قلبي. اللام: ليك. الميم: ميّال. الحصيلة: ألف لام ميم:أنا قلبي ليك ميّال.. أروع ما غنّت الفقيدة أمّ إقبال! "
كنت أتلوّى أرضا من شدّة الضحك حين أضاف صديقي عبد الوهاب مخلوف:
ــ ذات صلاة جمعة، بلغ ضيق المصلين بذلك الإمام المفروض عليهم، إلى حدّ إمتناع كلّ من كان يجلس في الصفّ الأوّل والثاني و الثالث عن مدّه بورقة كان ينظر فيها بعد أن أفلتت من بين يديه!!
ـــ... ظل ّ المسكين يستجدي المأمومين إحضار تلك الورقة حتى جفّ ريقه، و في الأخير أضطر الى جلبها بنفسه، دون أن ينسى لعن الحضور تسع مرات. ثلاثا أثناء نزوله من المنبر، و ثلاثا أثناء صعوده إليه، و ثلاثا قبل أن يصل ما أنقطع من خطبته الثقيلة.
ـــ ....!
ـــ و حين أقيمت الصلاة، وعند إدراكه قول الله تعالي" قل أرأيتم إن أهلكني الله" صاح أحد المصلّين يا ريت!" فلما أعاد ثانية " قل أرأيتم إن أهلكني الله" صاح نفس المأموم ثانية:" والله ما فيش مانع!" و حين كرّر الإمام ثالثة " قل أريتم إن أهلكني الله" صاح مصل ثالث" الخيرة فيما اختاره الله!".
ختم صديقي كلامه قائلا:
ــ و رغم كل موبقات ذلك الإمام، فقد كان و الحقّ يقال مستجاب الدعوة!
سألت صديقي و زميلي دراستي القديم عبد الوهاب مخلوف متعجبا:ــ و كيف كان ذلك؟
ضحك صديقي عبد الوهاب مخلوف طويلا ثم أضاف:
ـــ في آخر صلاة أمّنا فيها، و حين أدرك قوله تعالى".. فأمطر علينا حجارة من السّماء" أنفلتت نجفة من حجر الصوّان الخالص كانت تزن ربع طن فلم تخطىء دماغ فضيلته... لعن الله فصيلته! "
أوسلو 14/3/
2010 --------------------------------------------------------------------------------