إبحار في متاهات أنفاسها... صلاح داود. تونس

إبحار..
في متاهات أنفاسها..

**
صلاح داود

**
هــذي الشـفـاه.. تلـفّـحـتْ أنفـاسُـهـا
وعلى العيون العُسْل.. ضجَّ نعاسُها!
*
لاتنطقـي ..فأنـا الذي سكِـر الهـوى
وتـوقّـدتْ راحــي وأهــوتْ كـاسُـهـا
وانا الذي شرب السحاب وما ارتـوى
وجـرت بـه صـوْب السمَـا أفراسـهـا
وتـلـقـفـتْـه جـهـنـمٌ بـحـمـيـمـهــا
فـأبــتْ تـؤَذيــه اللظـى أقـبـاسُـهـا
وتحضّنـتـه الـحُــور بـيــن جِنـانـهـا
وتـراقـصـت أثـمـارهــا وغِـراسـهــا
*
لـكـنـه افـتـقـد الـتـي مـــا بِـالدُّنـى
أو بالجـنـان المنْـعَـمـات مَـقـاسُـهـا
**
لا هـيَّ مــاء كـي يَهـيـج عُبـابـهـا
أو هـي ضــوءٌ كــي يـئِـزَّ لِماسـهـا
أو هـيَّ كـفُّ الـدهـر يُطـلـب وِدّهــا
أو هــي أهــوال يُـهــاب شِـراسـهـا
أو هيَّ عين الشمس تكتحل الغمـا
م ولا مِـنَ الأصـداف سطَّـع ماسُهـا
أو هـيَّ بـرْقُ الفجـر يغمِـز للـطِّـلا..
فيليـنُ فـي مُـقَـل الـنّـدَى أوراسُهـا
أو هيَّ جفْن الليل يرمُش في الدجى
أو هـي غُـرّ الشَّعْـر مــاج نُواسُـهـا
*
أنا مطلبي.. تلك التي ما اشكّلت:
خلع العجابَ على النُّهى ميّاسُهـا
*
فلعلـهـا.. شــيء يلوّنـه الـضـنـى.
أو وهــمُ بِـيـدٍ غـــرّرت أوْجـاسُـهـا
ولعلها اللاشيءُ ..مِن بِدَع الوَرى :
أضـغــاثُ تـهـويـمٍ يـعــزّ فِـراسـهـا
**
**
لسْـت الـذي يـدَع الجُنـونَ لغـيـره..
مِن رِعشة الظلماء ضاءَ غلاسها..
*
كم بـتُّ أرمُـق قفْـزكِ فـوق السمَـا..
ومَفـارشُ الشِّعـرَى يُلألِـئ ماسُـهـا
وتُسابقيـن الآلَ فـي خـفَـق الـفَـلا..
تَبْـغـيـن دنْـيــا لا يـنــالُ مَسـاسُهـا
تتخلّلـيـن الـنـورَ أرْكــض خلـفـكِ..
ومـواقِــعُ الأقـــدامِ حُـــمَّ مَـدَاسُـهـا
*
وبمحْفـل الأوْصـابِ علمَنـا اللِّـقـا
أنّ السُّكـات عـن اللُّـغَـى أنّاسـهـا
وتنسّمتْ نفَسي المضمخَ باللظـى
مِـن حُرقـة النهديْـن رَفّ لباسـهـا
وتـذوّبـتْ آهِـــي تُـمـاهِـي آهَـهــا
فكأنّ ذي.. حممٌ...وتلك.. غِماسُها
*
فتكلـمـتْ كــلُّ الـعـبـاد سُكـاتَـنـا..
وتكتّمـتْ فُصْـحُ اللُّغَـى وحِباسُهـا
خضْرُ الطيـورِ دنَـتْ تَـدِلُّ دلالنـا..
ورياشُهـا بيـضٌ يَمـوج مَجاسُهـا
وتركّعـتْ تحْـنـي الـرقـابَ كأنّـمـا
قـد أمّـرُوهـا الـكـونَ ..ذا قُدّاسُـهـا
*
فصببتُ روحي للنديم سُلافةً..
فتفجّرتْ من حَرّ رُوحِيَ كاسُها
وكأننـا بتْنـا نسيـرُ القهْقـرَى..
ودليلُنـا عَبْـر الدهـورِ هُلاسهـا
*
ووجدتُنـي أبحـرْتُ صـوْب عيونهـا..
وزوارقــــي ..تجـتـاحُـهـا أنـفـاسُـهـا
*
*
فمتـى سألـتَ القلـبَ عــنْ سكْـراتِـه..
قال :الهَوَى خمري.. وأنتَ نُواسُها...
*
*
صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاح داود

أجدت وأبدعت ...

مع فائق التقدير والاحترام

ماهر حمصي كتب:: أجدت وأبدعت ...

مع فائق التقدير والاحترام

تحياتي لك أخي ماهر
وأرجو أن تظل الكلمة الراقية الصادقة
نبراسا يهدي إلى مواطن
البهاء والسناء..
ودي واحترامي
صلاح داود

من روائع الشعر العموديْ الجميل , بأوزان البحر الكاملْ جاء النص إبداعاً وتألقاً يرفد المكتبة العربية , ويبعث مااندرس من أنواعه , ليكون حاضراً في وجدان عشاقه, والمتذوقين له, بإسلوب سلس متدفق بالمعانيْ وجياش بالمشاعر اللطيفة عذبة المفردات ,شكرا للشاعر الكريم , ودمت بود, ثم لاغرو في ذلك , من استاذ اللغة والأدبْ

الشاعر محمد الوزير كتب:: من روائع الشعر العموديْ الجميل , بأوزان البحر الكاملْ جاء النص إبداعاً وتألقاً يرفد المكتبة العربية , ويبعث مااندرس من أنواعه , ليكون حاضراً في وجدان عشاقه, والمتذوقين له, بإسلوب سلس متدفق بالمعانيْ وجياش بالمشاعر اللطيفة عذبة المفردات ,شكرا للشاعر الكريم , ودمت بود, ثم لاغرو في ذلك , من استاذ اللغة والأدبْ

أخي الكريم محمد الوزير ..
من سوء حظي أن كنت جاهلا بهذا الموقع الغني
بمشرفيه ومسيريه وبالمنتسبين إليه..
وأنا سعيد باكتشافه صدفة
وأرجو أن ننهل من منابعه ما يضيف إلى الكلمة العربية
نصاعتها في زمن عز فيه للنصاعة وجود ..
وأما ما تركته القصيدة من أثر في نفسك
فذلك شرف لا نملك إلا الامتنان لك به ..
تحياتي أيها الأخ العزيز
صلاح داود