حتّى النهر...
زوليخا موساوي الأخضري
ما أجمل الأشجار تبتسم للمارة.. وشوشة حريرية كهمس الماء.
النهر أيضا يتمطّى مبتسما كقطة مدلّلة. لم ينزع عنه بعد غطاء الغفوة الصباحية اللذيذة.
مابين النوم و اليقظة يغمز أسراب الطيور تقف على ساق واحدة منذ الفجر تقرأ على صفحته مواويلها.
بائع الحليب يقاسمه هموم النهار.. يلعن الحليب الذي تخلّى عن لونه..
... عامل النظافة يغار من هدوء النهر الأزلي,, يتساءل في حنق: لماذا يبتسم الله للنهر وحده؟
يمسح غضبه بخرقة بالية:
هو أيضا يغسل المدينة من أوساخها.
هو أيضا شاهد أخرس على الحديقة الخلفية لمدينة لم تعد نظيفة مهما حاولت إخفاء أوجاعها بالمساحيق,,
خادمات البيوت يتوسّلن إليه مساعدتهن على التخلّص من قدر محتوم: قرابين لآلهات البيوت.
ينقلب على الجنب الآخر و يغط في نوم عميق..ذلك النهر الرقيق.