خروج ما الذي يشدّ حبل مشيمتك بالحياة ؟ الجنان المعلّقة ، أم النساء الجميلات؟ القصائد المطرّزة بالذّهب الخيل المطهّمة ، أم كؤوس الشراب؟ ليس تشغلك الحرية الحمراء، ولا النشيد الوطنيّ الجديد... أنت خرجت من التاريخ ولبست عباءة العدم الثّقيل، أنت منذ قرون خرجت من الحياة، مذ ألقيت مفاتيح فردوسك يا عبد الله ! فعلام إذن تحتفي بالربيع، وتفكّر بالثورات؟. أحلام منتصف الليل عند منتصف الليل حين يداهمه النّعاس، يستعيد المشهد ذاته: يرى نفسه سائرا في غابات مكسوّة بالثلج، وفي الأفق اللازورديّ ، يرى عربات تجرّها أحصنة حمراء. يسمع عزفا سيمفونيّا بعيدا ... حجر هذا الفتى! السّماء جدّ داكنة ... وجسده مضنى يئنّ أو يحنّ إلى شيء ما بعيد ... ................................ لكنّ روحه عند منتصف اللّيل يافعة خضراء . طرق على النّافذة في الليل حين ينزوي في غرفته دائما يسمع طرقا ما خفيفا، أو صهيلا بلون الأنين الأليف على النّافذة، نافذته المطلّة على الأفق المطلّ على حديقة خضراء. دائما يسمع .. كم مرّة يفتح النّافذة لكن لا أحد.. قلبه مطروق ومفتوح على مصراعيه لكن لا أحد................................. كم مرّة في الليل في ذات الغرفة السّمراء يطرقه الشّعر ، فتعوزه اللغة . حفل أعدّ القيثارة والنّاي والكمنجة والسكسيفون... فكّر بالحفل وهو يتذكّر أنّه قد نسي شيئا ما فكّر.. فأتى بالعازفين. ............................ لكن كيف الحفل بلا منشدين؟ كيف سيطرب من دون طبول؟ الغريب أتيت المدينة أو أتتك.. كنت غريبا بها، تمشي في شوارعها الفسيحة : مطأطأ القلب مكسورا ومنهوبا ... هذي المدينة كم طأطأتك !... ستظلّ تمشي بها .................. لا.. لست أنت الغريب. تطابق شرها ... أدار الأسلاك عليه حتّى استوى السّور له ... والبيتُ، حتّى اكتمل الأسر. ...................................... أنا ذاك الأسير ببيت العنكبوت ! مستسلما لمصيري، فاغرا أطرافي، مبذولا لوليمة. خيال أسود هاأنتذا تصعد الليل درجا .. درجا .. ثمّ تهوي عميقا إلى الهاوية . أسود هذا الخيال، هذا البياض النّاصع أسود، أسود هذا الربيع ... أسود ، من دون عينيها.. والقافية.