نايف الزهراني
المواضيع والمشاركات : 8 الجنسية : سعودي تاريخ التسجيل : 19/06/2012
| موضوع: مَا كُنْتَ يَا لِيْلُ ... 30/6/2012, 5:43 am | |
| بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
أَقُوْلُ ...:
مَا كُنْتَ يَا لِيْلُ إلَّا سُكْرًا فِيْ عِيْنِيْ تَنْجَلِيْ
خَلَّابُكَ يَنْسَابُ بِالهُدُوْءْ يَتَتَبَّعَهُ التَّيَمُ وَشَرَابٌ يُثْنِيْهِ التَّدَلُّلِيْ
سَبْحَانَ المُقْتَدِرْ فِيْ خَلْقِكْ خُلِقْتَ أَصْلًا كَيْ تُغْرٍيْ كُلَّ القَنَادِلِ
أَوَّاهُـ يَا لَيْلُ نَسِيْجُ لَوْنِكَ السِّتْرُ مُهَفْهَفٌ فَوْقَ التَّجَمُّلِ
أَتَمَوْسَقُ فِيْ تَرَانِيْمِ النَّغَمِ وَهَمْسَةُ السَّفَرِ كَأَنَّهَا فِيْ سَوْسَنَةٍ أَرْوَعْ بَالتَّخَيُّلِ !
ضِفَافُ غَرَامٍ أَزْهَرِ مَعَ وَصْلِ لِيْلٍ وَطَلِّ الحَدِيْثِ الأَطْوَلِ
مَا كُنْتَ يَا لِيْلُ ! إلَّا غَسَقًا يَهْوِيْ وَليْسَ الصُّبْحُ بَأمْثَلِ
إِنِّيْ أَتَغَلْغَلُ فِيْ أَدْغَالِ لَوْنِكَ المُتَبَخْتِرْ وَأَمَامِيْ ثَغْرُكَ المُبْتَسِلِ
فَأَنْتَ زَهْوَةُ الحَقِّ المُبْحِرْ فَأَهْمِسُ لِلرِّيْحْ كَيْ تَهْتَدِلِ
مَا أَرْوَعَ اللَّيْلْ ! وَغَنْجُهُ الدَّيْجُوْرِيْ كَأَنَّهُ التَّاجُ المُكَلْكَلِ
رَحِيْقُكَ المِسْكُ المَّاسْ نَجْوَاكْ مِنَ النَّبِيْذِ الأَثْمَلِ
أَوْجَعْتُ نَفْسِيْ بِالسَّهْرِ فِدَاكَ عَيْنٌ إِنْ طَالَ ذَاكَ ... لَمْ يُمَلَّلِ
صَبَأْتُ بِطْوْلِ لَيْلٍ صَادِيَا شَطَّ الفُؤَادُ الغِلَّةُ الصَّادِيْ وَكُحْلُكَ لَمْ يَشْفِ غَيْلَلِ
مَا كُنْتَ يَا لِيْلُ لِيْ غَفْوَةً بِلْ دِفْءُ خِلٍّ مُخَلْخَلِ
حِيْنَ العَصْفِ يَعْصِفُنِيْ لَوْنُ الرِّدَاءْ يُعَصْفِرُ بِالأَمَلِ
شَدِيُّكَ زَنْبَقِيٌّ عَذْبٌ أَرْوَىْ كَأْسًا زِمَامُهُ الهَوَلِ
سَكُوْنُكَ الشَّادِيْ سَجِيٌّ كَأَنَّهُ التَّغْرِيْدُ لِشِفَاءِ دَكْنَةِ المَلَلِ
إِلِيْكَ رَفْرَفْتُ بِرَايَةٍ مُؤْتَلَقٍ قِيْثَارُهَا الآفَاقْ بِمَخْمَلِ الخَمَائِلِ
يَالِيْلُ نَامَ الوَجْدُ وَ الوُجُودْ بِمْلْءِ الدَّيْجُوْرِ تَنْدَاحُ عَصَافِيْرُ الطَّلَلِ
تَرَجَّلْ يَا صُبْحُ ! مَا الغَفْوَةُ إِلاَّ بِاللِّيْلِ الكَاحِلِ لَاقَيْتُ فِيْ مَأْوَاكْ سَيْرُ المَحَبَّةِ وَالحَنَانِ المُنْهَلِ
فَإِنْ وَصَفْتُ مَنْ أَنْتَ ؟ يَحْتَارُ لِسَانِيْ بِالتَّقَوُّلِ
حَمَلْتَ أَعْيَاءً فَلِيْسَ بِمِثْلِكْ يَالَيْلُ ! بِقَادِرٍ عَلَىْ التَّحَمُّلِ
لَمَحْتُ لَوْحَةً مِنَ العَيْنَيْنْ مَرْسَاهَاذُوْ المَعْسَلِ
آسَرْتَنِيْ بِجُنْحِ دَجِيِّكْ السَّلْسَبِيْلُ فَنَحَتُّ مِنَ السَّهَرْ شِعْرًا وَمَعْبَدًا شَوَاهِدَهُ التَّجَوُّلِ
نَدْحُ القَدَحِ المُسْكِرْ وَبَوْحُهُ المُسَكِّرْ عَلَىْ طَرْفِ العِنَابِ الأَحْمَرْ بِعِنَانِ المَخْجَلِ
أَوَّاهُ يَا لِيْلُ
بَهَيْتَ بِالعُذُوْلِ وَلَسْتَ عَنِّيْ بَمَعْزَلِ ، ,
قِفُوْا بِيْ عَلَىْ أَطْلَالِهِا تَتَوَارَىْ العَيْنَانْ لِشَرْطٍ فِيْ الحُبِّ الأَوَّلِ
لِعَيْنَيْكْ يَا لَيْلُ أَسْرَارٌ سَيْرُهَا عَلَىْ العَيْنِ المَكْحَلِ طَرْفٌ مِنْ عَيْنِيْ وَمَعْسَلُ طَيْفُهَا بِلَيْلٍ شَوَاطِئُهَا بِتَنْجَلِيْ
وَهْتَزَّ طَيْفُ السَّهَرْ مِنْ عَيْنَيْنْ عَيْنَاهَا حَوْرُ اللِّيْلِ المُخْمَلِ
وَا مُقْلَتَاهَا مِنْ كَوْكَبَيْنْ يَذُوْبُ فِيْهِمَا غَدِيْرُ كَالمِهْطَلِ
أَذْوِيْ فِيْ اللِّيْلِ الزَّنْبَقِيْ النَّابِعُ مِنْ غَنْجَيْنْ فَرُوْحِيْ لِلْغَنْجَيْنِ بِالتَّدَلُّلِ
سِحْرُ البَلَجْ وَجُفُوْنَهَ سَائِجٌ بِالوَصْفِ فِرَاشَهُ النَّجَلِ
قِفُوْا بِيْ فَوْقَ الثَّلْجِ المُخْمِرْ فِقَرْعِ الفِيْهِ المُقْبِلِ
وَلَهْفَتِيْ فِيْ خَمْرِةِ الغَرَقْ المَفْتُوْنُ بِالمَوْجِ المُهْتِنْ مَزَاجُهُ أَعْذَبْ بِالمَعْسَلِ
سُكْرُ المَدَامِ مِنْ فِيْهَا يِتِغَنَّىْ مَذَاقَهُ عَذْبُ المَنْزِلِ
لِجَاجُ ريْقُهَا تُفَّاحٌ سَحِيْقُ الطَّارِقِ كَالوَبَلِ يُوَشْوِشُنِيْ رِبِيْعُهَا الكَرَزِيُّ خَيْرُ الوِصَالِ المُرْسَلِ
قِفُوْا بِيْ فَوْقَ التُّفَّاحَتَيْنْ الحَمْرَوَتَيْنْ مِنْ بُسْتَانِ العَدْلِ ذَوَيْتُ عَلَىْ خَدَّيْنْ خَيْرُ المَرْقَدْ وَإِنَّهُ لِيْ بِالأَفْضَلِ
قِفُوْا بِيْ عَلَىْ غَلَائِلِ جَعْدِهَا المَحْسُوْمُ بِقِطْعَةٍ مِنَ اللَّيْلْ لا غَيْرَ بِمُبْدَلِ
قِفُوْا بِيْ عَلَىْ شَلَّالٍ أَسْوَدٍ أَتَأَرَّجَحُ عَلَىْ سَنَابِلِ الخُصَلِ
وَيْلَا هُ مِنْ لَيْلٍ طَوِيْلٍ مُنْسَكِبْ ذَوَيْتُ فِيْهْ أَقْسَمْتُ عَنِ التَّرَحُّلِ
قِفُوْا بِيْ عَلَىْ رِسَالَةٍ بَيْضَاءٍ كَالقَمَرْ فِيْ دَفْتَرِ اللَّيْلِ لَولا اللَّيْلُ المُتَألِّقْ يَا سَيِّدَتِيْ لَمْ تُهْطَلِ
فَوَجْهُكِ زَنْبَقِيّ وَمَا كَانَ اللَّيْلُ دُوْنَ الوَجْهِ الأَكْمَلِ طَوَامِرٌ نُقِشَتْ عَلَىْ دَوَاكِنِ التَّجَمُّلِ
حَدِيْثٌ طَالْ وَلَيْلٌ لا يَرْحَلْ قَمَرٌ ابْتَهَلْ وَمَا كَانَا إِلَّا زُهْرًا تَغَنَّا بَالغَزَلِ | |
|