المصطفى سكم مشرف
المواضيع والمشاركات : 42 الجنسية : مغربية تاريخ التسجيل : 22/05/2012
| موضوع: ترانيم وليمة للذات 30/6/2012, 5:03 pm | |
| أنا الأن أستمع لفريد فرجاد، قلت مع نفسي ، كيف تقرأ النص خارج الأنغام التي وضعت لحنه ، كيف تقرأ ما بين علامات الترقيم دون العلامات الموسيقية للأوثار التي كانت تعزف على ثنايا الروح في انشدادها لحزن ما يسري في شرايين الذات . هو الأن يعزف نص وليمة للذات ..يأسرني النغم بدوري في حزن عميق يمتد لسويداء الفؤاد ، يذكرني بما لا أتذكر، لكنه يجعلني أشعر بعزلتي خارج ما يسمونه وجودي الذاتي، كل الشذرات الفلسفية والدواوين التي أرتديها لا تدفئني ، أنا الأن في وليمة الذات وبحضور فرجاد عار تماما أمام مرآة وجودي ...أه كم يحمل هذا الجسد من جروح لا تندمل ، كل جرحة تتوغل عميقا في شراييني صوب القلب الحزين ، كل جرحة تحمل اسما ، حدثا ، موقفا ، عنوانا ، رقما، شيئا ، غيرا ...كل جرحة تنزف نغمة في سيمفونية الضياع التي تنتهز غفواتي وتلقي بي بعيدا بعيدا بعيدا في أقاصي عبثية و لامعقولية هذا الوجود مهما البسوه من ميتافيزيقا التكيف والقبول ...اه يا فرجاد أمطرني كما تمطرني " وليمة للذات " من تداعيات تفضحني ، تعريني ، تمتص رحيقي المتبقي تمنحه لقارئ ينتشي بشهد آلام الذات المرهقة بانتظارات الغير، وإلحاحه المستميت اللامتناهي على الإشباع ، وتفهمه. أوثارك يا فرجاد الآن تحلق بي في وليمة للذات، وهي تكلم ذاتها سرا، تعاتبها، تخاصمها، تتوسل إليها بها ..وأنا المقذوف به بين العبارات، أعتصر إحساسا هايدجريا، يترقرق دمعا، ينساب من الموجود هنا إلى وجود مع الغير، في وجود عام عبثي. لم أختره ربما اختارني . لم أكرهه ربما كرهني. لم أتنكر له بل تنكر لي . لم أتمرد عليه بل استبد بي... اوقفوا التصفيق الأن يا جمهور فرجاد! كيف تصفقون لألام الأوثار وهي تنتحب ؟ كم انتم ساديون في تلذذكم بتمزقه،، تمزقها، وتمزقي، أو تودون أجسادنا وليمة لذواتكم ودماءنا مرقا في صحونكم ؟....أه من الغير يا صاحبة" وليمة للذات" أتكلمين نفسك وتأسرينني معك وكأني حبر يراعك يرسم الحزن على بياض صفحة كفك الممتدة حد عتبة الماء، اريد مني نفسي الماخود مني، أريدني في اليم لعل ملحه يداوي جراحي كما تراءى لي ذات صباح. ولتتسكعي بين أزقة خلوتك وحيدة ، اكتبي على حيطانها ما تبقى من شغب الطفولة، وذكريات الفتاة الثاوية فيك حد التوحد، وأحلام المرأة الرومانسية الحالمة ، هي أوثار فرجاد توحد الأزقة الضيقة مع الماء المالح المتدفق على الجرح وهي الكتابة حين تحملنا حروفها لنحلق في الكون شموسا تحترق، لتنير الآخرين.. الآن يصمت اللحن. الأن يكفكف الدمع، الآن أتهاوى على الركح... تسجى ذاتي، الآن تتحول أنغام فرجاد رمادا ينثر على الكون. | |
|