صَدِيْقُ الفَجْرِ
يَا صَدِيْقَ الفَجْرِ
بَعْدَ قَلِيْلْ
تَكْتَمِلُ مَنَازِلُ القَمَرْ
فَتَعَالَ نُغَنِّيْ لِلْفَجْرِ
أُغْنِيَاتِنَا البَاقِيَةْ
وَنُضِيْءُ فِيْ مِحْرَابِ حُبِّنَا
شَمْعَتَنَا الجَدِيْدَةْ
يَا صَدِيْقَ الفَجْرِ
وَتَعَالَ
نَطْلُعُ مَعَ الشَّمْسِ
نَسْكُبُ عَلَىْ نَهَارَاتِنَا الضَوْءَ
وَنُغَرِّدُ مِثْلَ الأَطْفَالِ
فِيْ حَدَائِقِ الحُبِّ
وَالفَرَحْ
وَنَصْنَعُ مَعاً مَدِيْنَةَ
مَلَاهِيْنَا وَنَلْعَبْ
يَا صَدِيْقَ الفَجْرِ
وَمْضَةُ العُمْرِ قَصِيْرَةْ
فَتَوَضَّأْ مَعِيْ
مِنْ سُوْرَةِ الحُبّ
قَبْلَ أَنْ تَخْبُو رُؤُانَا
فِيْ غَابَاتِ المَوْتِ وَالصَّدَىْ
وَتَعَالَ مَعِيْ
حَتَىْ لَا تَنْدَمَ الأَزْهَارُ
فَلَيْسَ لَنَا إِلَا أَسْمَاءَنَا
وَنَحْنُ
حِيْنَ تَضِيْقُ الأَرْضُ
بِمَا رَحُبَتْ
وَكُنْ ظِلِّيْ
فِيْ عَبْقَةِ الحُبِّ
أَكُنْ طَيْفَكَ
وَتَشْرَأِبُّ لَنَا
مَوَاسِمُ العِطْرِ
وَالْيَاسَمِيْنْ
يَا صَدِيْقَ الحُبّ
أَنْشَأْتُكَ بِصَوْتِ نَبِيْ
وَعَلَّمْتُكَ قَلْبِيْ
عَلَّمْتُكَ إِسْمِيْ
فَامْدُدُ لِيَدِيْ وَجْهَكَ
وَانْهَضْ مِنْ صَبَاحِكْ
وَهَذَا اللَّيْلُ لَنَا
وَكُلُّ البِحْرِ مَدَاهْ
يَا صَدِيْقَ الفَجْرِ
إِنِّيْ أُحِبُّ وَجْهَكَ
فَتَعَالَ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ
إِلَيّ
إِلَىْ صَحْوِ الحُبِّ
إِلَىْ زَمَانِنَا الأَخِيْرْ
وَ سَمِّنِيْ أَنْتَ
حَبِيْبِيْ
لِيَبْتَدِيءَ سَفَرُ الهَوَىْ
لِيَرْقُصَ العِطْرُ
عَلَىْ مِنْدِيْلِ أُمَّيْ وَأُمِّكَ
وَيَخْتَلِطُ البَحْرُ بِالنَهْرِ ..