من أغاني حارس المقبرة القديمة في قندهار

من أغاني حارس المقبرة القديمة في قندهار

عبد الرحيم التوراني

رائحة الموت
لاصلة لها بالموتي
هم منها براء
***
رائحة الموت
لاصلة لها بالموت
هي من الحياة
***
رائحة الموت
ليست رائحة
هي هواء
يجري كالماء
وعندما يصل الأنوف
يأسن
فنستنشق الحياة الفانية
***
رائحة الموت
عطر الجثث
وعبق المدافن
لا تفسدها أزهار الريحان
ولامسك البخور
***
رائحة الموت
في كل أزمنة الأماكن تعيش
لتضمخ أروقة الزمان
من مسام العمر تفوح
ومن دم الأرواح تنزف
أوكسجينا يملأ فراغات الصدور
بتراب النهايات
فتقرأ الوصايا
ألحاناً تزكم أوراق الأشجار
لتنطفئ الأنفس الذابلة
آنذاك تشتعل الحرائق في الرؤوس
وتظلل أدخنتها قمم الجبال
***
رائحة الموت
تقتات من قلق السماء
ومن عبق الموتي
لتحيى الكائنات
وتعيش الكلمات
فوق غيم الذاكرة
***
رائحة الموت
ليست من الموت
***
رائحة الموت
ليست رائحة
هي إدراك الحياة
هي ماء
نار
هواء
ضوء
وضوضاء
***
رائحة الموت
تراب
لاتفسدها أكاليل الورد والأزهار
فاملأ ثياب رئتك منها
وانهض لتستقبل نعشك
الأخير
لا تتردد
لاتسد أنفك
فقد تختنق وتموت
وتنبعث من جثمانك
كل روائح الموت
التي لاتشبه رائحة الموت
فتموت..
بعد أن تموت
***
رائحة الموت
أطهر من موت
فتوضأ بماء صحوتها
وتدثر بشهقتها الآسرة
تجد روحك في جيب سترة كفنك
ورقة خاسرة
***
رائحة الموت
أشهى من العشاء الأخير