البحيرة
مالك أيتها البحيرة سكرانة؟..
أي نبيذ هذا الذي جعلك
تترنحين جيئة و ذهابا على الرصيف،
مع العشاق
تحاكينهم
ترددين معهم مقاطع من أغان عاطفية
تناوشينهم
و تهمسين لهم في آذانهم
بكلمات
تحثهم على البوح
و طرد حمرة الخجل من على الخد...
أي نبيذ؟...
أيقظ فيك الأحاسيس..
تغنين
و تكركرين جذلى
كصبية فرحانة بفستانها الجديد
كفتاة
مرر الحب راحته على سطح قلبها
يبارك لها
جنين العشق في رحم عينيها...
أيتها البحيرة
أ تذكرينني؟
أنا الذي وشوشت
لحبيبتي، ذات يوم عاصف،
ليس بعيدا عنك:
" أحبك"..
لحظة البوح،
كنت استمعت إلى السيمفونية التاسعة لبتهوفن
و كلما استمعت لها،
أخرج من جلدي
أمتلئ عنفوانا
أجري في الطرقات حافيا
أعانق المارة
و دموع الفرح تفيض من عيني...
أنا الذي سألت عنك
و عن سر صمتك الذي يشبه صمت ناسك...
و ها أنت الآن ثملة..
سأدخل ماءك،
فامنحيني الأمان..
أخشى غضبتك،
لا أريد منك سوى شيء واحد:
اسم النبيذ
لا تخجلي
و أخرجي القنينة من خلف معطفك..
لن أعاتبك
قد أطلب منك جرعة
أو كأسا
فأنا سكير
و معربد أيضا
حين أثملُ
أرقص
و أخبط بقدمي على الأرض كزوربا الغريب
هاتفا:
يحيا الحب
يعيش ، يعيش...
[b]