على بابي مفتشة الوزاره
تدق الباب خالعةً جداره
تولول كالتي فقدت جنيناً
فلا ذوقٌ لديهاْ ولا حضاره
فتحت الباب فاقتحمت حشودٌ
وكلهمُ يفتش عن إناره
وصار البيت يملؤه الضجيجُ
كأني ساكنٌ في وسط حاره
وكلٌ صار يسألني وكلٌ
يفتش دون وعيٍ أو إداره
وصفعٌ ثم ركلٌ ثم شدٌ
وربي لست أفهم ما العباره
هل ارتكبت يداي اليوم جرماً؟
أم الأخطاء كانت بالإشاره؟
فبيتي ساكنٌ مذ مات جدي
ولم تُبصِر عيوني أي جاره
فصحت بهم بربكم اسمعوني
فما ذنبي وما هاذي الإثاره؟
أجابوا أنت مطلوبٌ لدينا
فقد حرّفت في فن العطاره
وعطرك فاق باريساً وروما
ونافسها على كرسي الصداره
نريد السر مكتوبا لدينا
وخذ منّا حلاوة أو بِشاره
ضحكتُ لِما سمعتُ فأين سري
وليس السر نوعاً من شطاره
فعطري ليس يُمزجُ في خفاءٍ
ولا أخفيه في جوف المحاره
ولكن عند تحضيري لعطري
تكون حبيبتي أصل العُصاره
يَمُرُ أريجها في كل عبوه
ولولا ذاك ما نجحت تجاره