خربشات الثقافية
كاميرا علي بابا  Eniie10

خربشات الثقافية
كاميرا علي بابا  Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 كاميرا علي بابا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحيم التوراني

عبد الرحيم التوراني


ذكر
المواضيع والمشاركات : 62
الجنسية : مغربية
العمل/الترفيه : كاتب وإعلامي
تاريخ التسجيل : 06/07/2012

كاميرا علي بابا  Empty
مُساهمةموضوع: كاميرا علي بابا    كاميرا علي بابا  Uhh1023/7/2012, 8:41 pm


قصة قصيرة جدا:

كاميرا علي بابا

عبد الرحيم التوراني

قال وهو كمن يتمتم:
ـ كيف تنسى؟ هل نسيتني؟ أنا ميمون.. صديقك ميمون.. لا.. لا تقل إنك تجهلني؟ أعرف أنك تمزح.. فقط أنت تمزح.. ههههه.. ههه..
التفت يمنة ويسارا ورفع رأسه إلى الشرفات المحيطة. تمتم من جديد:
ـ آه.. يا لك من شاطر. أنت هو أنت لا تتبدل. كفى يا محجوب.. تحاول أن توقعني في شرك كاميرتك الخفية؟ يا السي محجوب ربحتني.. ولكن أرجوك.. أوقف كاميرتك وتعالى سلم. لا تقل إنك نسيت هذه "الكمارة"؟
ظلت يده المعروقة ممدودة في الهواء. وظل هو واقفا كجذع شجيرة غير مورقة بلا ظلال. بقيت كلماته الأخيرة مونولوغا داخليا. بلا صدى. وجد نفسه يكلم نفسه. وصديقه القديم. أقصد الذي كان صديقه.. مضى. ركب سيارته الفارهة القاتمة بعلامة حكومية حمراء وبسائق واختفى. تطاير غبار الانطلاقة القوية من تحت عجلات السيارة فتساقط فوق وجه الواقف الواجم وعلى كتفيه. أحس بدوخة خفيفة. لمس رأسه وصدره. تأكد أنه ليس في حلم أو حلم يقظة. إنه على قيد الحيرة والشك. لبسه الشك. متلبسا بالشك تساءل:
ـ يا ترى هل أخطأت؟ وهذا الذي كان أمامي قبل لحظة أليس هو صديقي محجوب.. ؟ هل الأمر مجرد تشابه؟ ونطق بكلمة "العجب" رددها مرات.
ـ عجبا.. عجبا.. بل هذا هو العجب العجاب..
أفاق على صوت من يسأله:
ـ وأين يا ترى يكمن العجب؟
رفع رأسه ليفاجأ بصديقه القديم. صديقه محجوب. رآه أمامه بلحمه وعظمه. بلا شحم. نحيفا كما هو. أوعلى الأصح كما كان. فرك عينيه بيديه وتقدم صوب صديقه. يحضنه. يدفعه إلى صدره. يقبل رأسه وجبينه. لما أطال دفعه محجوب وتخلص منه. أخذ ميمون يتضاحك. قال يذكر صديقه.
ـ أتذكر يا صديقي القديم .. حينما كنا نجدنا أمام حالة تشابه كنت تردد أنه يخلق من الشبه أربعين. ثم كنت تضيف:
ـ ولم بالضبط رقم أربعين؟ ما الحكمة في أن يكون اللصوص في قصة "علي بابا والأربعون حرامي" أربعون وليس أقل أو أكثر؟؟
أنا أيضا صرت مثلك. صرت أردد تعبيرك عن علي بابا واللصوص. أليس من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم؟ ههههه.. ههه..
بقي محجوب صامتا ينظر قي إشفاق إلى ميمون..
تابع ميمون متحمسا. آه.. قبل حوالي أربعين دقيقة كان هنا في مكانك واحد من حرامية علي بابا. وجهه كالطبل وكرشه كالحامل في شهرها. له نفس ملامحك ونظرتك. واعذرني صديقي على التشبيه. لو لم أكن أعرفك وأعرف أنك وحيد أبويك لقلت إنه أخاك التوأم.
ردد محجوب كلمة لا حول ولا قول إلا بالله..لا إله إلا الله..
ضحك ميمون متسائلا: ـ ومتى بالسلامة أصبحت فقيها يكثر من الحوقلة والتهليل وذكر الله. متى نزل عليك الإيمان هكذا فجأة؟ أنا أحفظك ماء. قل لي أنا سرك. هل احترفت الشعوذة للإيقاع بالنساء؟ هههههه هههههه...
ردد محجوب الحوقلة.. وميمون يضحك منه. وصلت سيارة إسعاف بيضاء. نزل منها شخصان بالأبيض. أشار إليهما المسمى في رأس ميمون بمحجوب أن يأخذا ميمون إلى جناح "الترانتسيس" (مستشفى الأمراض النفسية بالدار البيضاء). وميمون يصيح: ـ إنها كاميرا خفية بايخة.. أكيد لن تعجب الجمهور..هل احترفت يا محجوب الإنتاج التلفزي بعد حصولك على المغادرة الطوعية؟ لدي أفكار قد تنفعك والله. قل لصاحبيك أن يفكا وثاقي إنهما ممثلين فاشلان.
ركب المسمى محجوب جنب سائق سيارة الإسعاف التي انطلقت بقوة مسرعة مخلفة تطاير الغبار على وجوه الفضوليين المتحلقين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كاميرا علي بابا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــــــــــــــــات أدبية :: خربشات قصصية-
انتقل الى: