قصة قصيرة جدا:
مدونة الغيلم
عبد الرحيم التوراني
اشتدت حرارة الجو في الغابة فخلع غيلم قشرة ظهره. وأمر سلحفاته أن تفعل مثله وتتبعه. ذهبا إلى بركة ماء شرق الغابة. ونزلا يستحمان في الماء. فاصطادهما تمساح جائع. وهما في جوف التمساح أخذ الغيلم يلوم امرأته ويتهمها بالتقصير.
قال لها:
ـ أنت السبب في ما نحن فيه الآن. أنا لم أطلب منك النزول معي في الماء. جلبتك لتحرسي وتعملي على تحذيري لدى مداهمة التمساح.
قالت السلحفاة:
ـ لو كان قصدك كذلك ما طلبت مني أن أنزع قشرتي وألبس المايوه الأزرق الذي يعجبك أن ترى ردفي فيه.
قال الغيلم:
ـ إذن لتعترفي إذن بتحريك غرائز التمساح وإثارته جنسيا. أليس لديك خبر انتحار زوجته بعد اكتئاب طويل.
قالت السلحفاة:
ـ لو أننا عزيناه لما اعتدى علينا.
قال الغيلم:
ـ هذا ليس وقت لغط وتنكيد. شغلي مخك وساعدينا على الخروج من هذه الورطة يا سليحفتي.
بدأت السلحفاة تتزين. وضعت أحمر الشفاه وبودرة مكياج خفيف على وجنتيها وتهيأت للصعود إلى حلق التمساح.
سألها الغيلم مقطبا غاضبا:
ـ إلى أين بالسلامة يا ولية؟
ردت عليه من دون أن ترفع رأسها إليه:
ـ ذاهبة للإيقاع بالتمساح وإغرائه لإلهائه حتى تهرب أنت...
سأل الغيلم:
ـ وبعد هروبي ماذا ستفعلين أنت؟ كيف ستتخلصين منه؟
ردت عليه في دلع:
ـ من قال لك إني أنوي الهروب؟ بل إني سأتخذه زوجا قادرا على حمايتي.
اغتاظ الغيلم فشد السلحفاة من شعرها ودفعها بقوة. صاح التمساح من شدة الألم. ارتعب الغليم وانكمش. صعدت السلحفاة إلى الأعلى. وقفت في حلق التمساح. أخذت تتغزل في جماله. توقف دخول الهواء إلى رئة التمساح فاختنق ومات.
خرج الغيلم من سجنه. وراح ينسب إليه بطولة هزم التمساح. نصبته مملكة السلاحف ملكا عليها. أعاد الملك الغيلم كتابة التاريخ من جديد. وأصدر مدونة تقدمية تضطهد إناث مملكته.