غرفة باردة:
الغرفة التي تسكنني أبرد من أي مكان في الخارج، الآن دخلت و أحسست بالصقيع ذاته يناديني: ادخلي ياصغيرتي فما من مكان ادفء من صقيعي، سمعت النداء ودخلت، كنت أرتدي ثوبا خفيفا و أبيضا، أو هم من ألبسوني إياه، لا أذكر و لايهم كنت سارتديه لو بقيت في الخارج لأن الحر هناك يجعلك تتخلص من كل الاثواب الا هذا الثوب. أن الان واقفة انتظر في طابور أحس أن أحدا يحدني من جهتي اليمين و اليسار، ترى ماذا ينتظرون؟ و لما أنتظر معهم، نظرت ذات اليمين و ذات الشمال و رفعت رأسي الى الاعلى ولم يظهر لي شيء. كان كل شيء أبيضا ، كل الناس ترتدي الابيض. هل نحن في مناسبة دينية؟ تساءلت بصوت مسموع ، التفت اليّ الشخص الذي يحدني من جهة اليسار و قال، اصمتي
لما اصمت؟
شووووت
انا سكتت الان....
طأطأت رأسي و صرت انظر الى قدماي لاتظهران من الثوب، يبدو انهم لفوا الثوب عليهما و تعمدوا فعل ذلك، نظرت الى جهة القلب فتحسست قلبي لكني لم اسمع دقاته، تغلغلت قليلا لأراه فإذا بي تجويف عميق ادخلتي يدي أكثر ولم أجد قلبي، لقد اخدوا قلبي، إلى أين؟
شوووووت
تذكرت أن أتحسس كل أعضائي فشيطاني أوحى لي أنهم أخدوا كل شيء منين صرت أنتقل بيدي من عضو الى أخر فوجدت أنهم أخدوا كل شيء و لم يتركوا سوى هذا الجسد المثخن بالجراح و التجاويف...
عدت الى النظر الى فوق علني اعرف المكان فوجدت كل شيء أبيضا، أين أنا؟ صرخت عاليا فتردد صوتي في المكان، و قال ذات الصوت بجنبي اسكتينا أيتها المشاكسة علم الله كيف كنت في دنياك
لم أفهم ماذا كان يقصد، لكن الخوف سقط في جوفي فجأة أحسست به باردا، لم يزعجني أن أخاف لأن القلب الذي تسرع دقاته في حالات الخوف لم يعد في مكانه، لكن البرودة التي تلبس هذه المرة هذا الخوف هي من يؤلمني في جسمي كله...
صرخت من جديد فالتفت إلي كل الاجساد التي تلبس ثوبها الابيض و أمرتني بالصمت بحركة واحدة لاصوت لها. طأطأت رأسي و عدت الى نفسي صامتة .
فجأة سمعت خرخرة شيء قادم من هناك أو أظن أني سمعت صوت فتح الباب، قام احدهم بجر الصندوق الذي كنت اقف فيه، هم قالوا لقد وضعوني على هيأة النائم، لكني كنت واقفة فقد كنت أنظر الى جهتي اليمين و اليسار و الى الأمام...فكيف أكون مستلقية كالنائم ..أخرجوني و أنا مازلت لم أعرف أين أنا بالضبط لمحت أحدهم ينتظر صندوقي في باب المبنى، لابد أن أتذكره إنه يشبه زوجي، إنه ينظر إلي مذهولا .. سألته مابك ؟ لم يجبني فقط أصوات الصناديق التي خلفتها ورائي هي من تأمرني بالصمت ...
......
يتبع