خربشات الثقافية
سكّير Eniie10

خربشات الثقافية
سكّير Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 سكّير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نعيمة زكي

نعيمة زكي


انثى
المواضيع والمشاركات : 21
الجنسية : مغربية (أمازيغية فخورة)
العمل/الترفيه : أستاذة.
تاريخ التسجيل : 31/07/2012

سكّير Empty
مُساهمةموضوع: سكّير   سكّير Uhh1031/7/2012, 6:12 pm



امتلأ الزقاق الضيق بالأجساد، وعلت أصوات الصبية يلاعب بعضهم بعضا.وتنافست بعض النسوة مع الفتيات على الصف الأول من الرصيف، عل الشارع الممتد يجود ببعض الاثارة.
لاح جسده الضخم من بعيد، *ها قد جاء السكير!!* همست إحداهن فكأنما أعطت إشارة سرية، ابتعدت معظم النسوة تفتح للقادم مساحة لدخول الزقاق، إلا رخيصة الحي وخليفاتها...
تقدم الرجل الكهل يتصبب عرقا،حاول جاهدا الاسراع في ولوج الزقاق، لكن العيون الشاخصة نحوه زادت من ارتباكه الظاهر، ضحكت صباح ضحكة مدوية، وتغنجت في الحديث زيادة،لكن الجسد المترنح لم يستجب. بل كان جل اهتمامه مركزا على ما تخفيه البدلة الرمادية المتسخة...
وصل أخيرا إلى منزله،فتح الباب ويداه ترتعشان.صدرت منه شبه آهة وهو يدفع الباب للداخل بجهد جهيد.تأمل وهو يلج بيته جماهير النسوة وقد تسابقن نحو المراكز من جديد...
سارع عبر الممر الضيق نحو مطبخ صغير،أخرج كأسا وبعض الأطباق، جهز لنفسه قنينة خضراءمن القنينتين، تأملها جيدا قبل أن يضعها على الطاولة. علت وجهه المنتفخ ابتسامة بلاستيكية وهو يتجه نحو غرفة النوم، سره أن تكون الخادمة (مي كنزة) قد وفت بوعدها أخيرا ونظفت مخلفات سهرة نهاية الأسبوع...
ارتدى فوقيته البيضاء وتأنق قليلا، حتى إنه داعب قنينة عطره المنسية، عاد إلى غرفة الجلوس المربعة الشكل،اتجه نحو الزاوية حيث جهاز التلفاز، وضع قرصا لطالما أحبه، رفع صوت الموسيقى حتى كاد لا يسمع شيئا غيرها، ثم عاد نحو المطبخ يحمل وجبته السائلة...وهو يردد كلمات أغنيته الساقطة...
ارتمى مستسلما على أحد الكراسي الجلدية، حمل أول كأس،داعبها بشفتيه قليلا وكأنه يحاورها...ثم شربها دفعة واحدة.توالت الكؤوس وتوالت معها صرخاته المنتشية.جاءت زوجته الحبيبة، ضحك بشدة وهو يتأمل وجهها السمح يقترب، لامها التأخر في الحضور اليوم، فاعتذرت لانشغالها الشديد في العمل، رجاها ان ترقص له كأيام خلت، اقتربت منه معتذرة * أنت تعلم أني لم أعد أستطيع الرقص!!* ...حمل جسده مجددا نحو المطبخ ليحضر القنينة الأخرى مشيرا لزوجته أن الزمي مكانك!!!!
عاد مترنحا يتعثر بخياله،وهو يلوّح بقنينة الخمر كأنها جائزة السنة،لم يجد زوجته هناك، استغرب وثار، فتح القنينة الزجاجية ساخطا وهو يسكب كأسا أخرى...عادت الزوجة من جديد، لكنها هذه المرة أكثر نضارة ومرحا، فشرعت تمازحه وتلاطفه، وهو يرقص لها في حبور...
رن المنبه بشدة، فتح عينيه بتثاقل شديد، تأمل المكان المظلم، فلاحت له معالم غرفة نومه الباردة.تمدد ساخطا ثم قام.اتجه نحو الحمام ليمارس طقسه اليومي المقيت، استفرغ حتى كاد أن يموت، فتح صنبور المياه، أصابه شبه صرع والماء يلامس وجهه...أسرع يجري نحو غرفة النوم، بحث عن زوجته الحبيبة، عادت إلى خلده ذكريات أليمة مجددا...عاهد نفسه أن لقاء الليلة سيكون أطول وأكثر حرارة...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سكّير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــــــــــــــــات أدبية :: خربشات قصصية-
انتقل الى: