إعلان تلفزيوني
عبد الرحيم التوراني
يظهر على الشاشة شخصان. بيد الأول زجاجة ليمونادا وكأس. وبيد الثاني أيضا زجاجة ليمونادا. يشربان ويتلمظان. ثم فجأة تنبت للأول أنياب دراكولا. تنبت للثاني أنياب دراكولا أيضا. يلتهم الأول الزجاجة. يبتلع الثاني أنيابه. تمتلئ الشاشة بالدم. تمر لحظة تصحبنا فيها موسيقى غرغرة. كصوت ذبيح يذبح. أوكصوت نائم مسترخي اللسان يبخبخ. يظهر الشخص صاحب الكأس والدم يفور من ثقوب وجهه. من عينيه ومن أنفه ومن فمه. والنار تشتعل من أذنيه. تصدر قهقهة عالية. لا نعرف مصدرها في الأول. ندرك أنها من فم مليء بالدم. يظهر صاحب الزجاجة والحروف تتناثر من رأسه مصبوغة بالدم. نار تصطلي من عينيه ومن فمه. أذناه تأخذان شكل جناحي نسر. نسمع صوت أغنية إشهارية. تقول كلمات الأغنية:
"مشروب الدم يقوي العضلات وينمي الطاقة...".
تتوقف الشاشة على صورة تحمل علامة لوغو مركز تحاقن الدم. وجملة تدعو المواطنين لاستهلاك المشروب اللذيذ بدل امتصاص دم بعضهم البعض.
بعد ذلك ننتقل لمشاهدة باقي الإعلانات. في مقدمتها إعلان شاي الشاقور. يليه إعلان صابون المحبة. وعطر التسمح.