آسفي 17/12/1996
إليك أخي الغالي تحياتي و أشواقي
قد تكون طويت مسافة في الزمن و المكان، تطول أو تقصر، لكنها محكومة بأطراف حدودها.. ثمة مسافات أخرى- عزيزي يوسف- أنت عليم بها، نقطع حدودها بلا تذاكر سفر، ونحلق في فضائاتها ، نفتح سجونها و نختار منافينا في أزمنة مضت و أخرى قاب قوسين أو أدنى من الوجود و الإستحالة حيث ألتقيك، ولاشك عندي أنك، في الضفة الأخرى، مثلي تفعل
لا تخفى عليك صعوبة الكتابة في حالات الغياب الموجع كهذه، حيث يجلس المرء مشلولا أمام رهبة الورق الأبيض و تغنج اللغة.. كثيرا ما أتسائل، إذ لم تكتب لي بعدّ، إن كنت مثلي ضائعا في برية اللغة ربما لأننا نسعى منقادين ببوصلة سرية، إلى التحليق في يوتوبيا الحرف والبحث عن وجود أرحب كامن فيه
أعذرني أخي، فكل الكلمات لا تسع ضحالتها حدود شوقي و أسئلتي المسترسلة عن صحتك معنوياتك و معيشك اليومي في مدينة لا تنتمي إليها. ألا زلت تحمل سيجارة باليد وصخرتك الثقيلة بالأخرى؟ ألا زلت نديم أرقك الليلي الأليف؟
إشتقت إليك في قهوة المساء و جولة شطرنج وجدال حول مقال في جريدة، اشتقت إلى ابتسامتك و عبوسك إلى حديثك و صمتك. وتذكر أن لك هنا إخوة و أصدقاء يحبونك، فكاتبهم و صِل معهم حبل السؤال.
صديقك رشيد