مرت أيام صامت فيها نفسه عن اهوائها،وسكن في قلبه وجد للحلم...لكن اليوم يوم خاص،يوم له طعم غير كل الأيام...
أسرع الخطى نحو منزله، في يده كيس بلاستيكي يفضح الزجاج الأخضر، وفي قلبه حرقة كبيرة،لم يأبه لجمع النسوة يفتح له حيزا للمرور، ولم يلق بالا لكلمات الساقطة تداعبه في قبح...أسرع كالمسعور يفتح باب المنزل في عصبية شديدة، لم يجهز نفسه لشيء، أسرع نحو غرفة الجلوس يرمي وجبته في سخط واضح،غير ملابسه في استعجال شديد، وارتمى بملابس النوم الفضفاضة على الأريكة الخشبية.
تنفس بصعوبة وهو يشرب من زجاجته العزيزة بلا استئذان...احمر وجهه المنتفخ وعلت جبينه قطرات عرق سخية، اختلطت بدمعة جفت في المقلتين فزادتهما شحوبا...
جاء وجهها السمح يلوح من جديد، كانت غاضبة الملامح حزينة، فبادرها بالسؤال بابتسامة
ما بالك ساخطة حبيبتي؟؟؟)
ـ ( تزعجني عادتك هذه وتعذيب النفس حبيبي!!!!!!!)
ـ (لا تلوميني فانت الملامة!!!! غيابك يقتلني، ابقي معي الليلة، أرجوك!!!!)
أومأت براسها إيجابا فزال عنه بعض الحزن،وسارع ينظف الغرفة استقبالا لها...لم تفارقه ابتسامة ثملة وهو يتأملها ساكنة الملامح هادئة...
حمل قنينة أخرى واخرى، وهو يبادلها حديثا وآخر،اقترب منها يقبل جبينها بود...فإذا بطيفها الجميل يختفي فجأة، ويبقى في غرفته الشاحبة وحيدا، صرخ يناديها بقوة، صرخ حتى تشكلت عروقه وديانا على الصدر...وبكاها بحرقة لم تطفئها جرعاته المتكررة...