انحنى يحمل كتابا سقط من بين رزمةٍ تحت ابطه،لاحظ اقتراب ساقين نحيلتين في حذاء أحمر،رفع رأسه بهدوء يتامل جسما غضا ملفوفا بجلابية سوداء...كانت تقاسيم الجسد تصرخ انوثة.
دق قلبه بقوة وهو ينظر للعيون الزرقاء تلك،عيون لم ينسها يوما،عيون سهر الليالي الطوال يفكر في حسنها...ابتسم ثغر لؤلؤي، فزاد ارتباكه قبل أن يمد يدا ترتعش،بادلها تحية خجلة،وسألها وهو يتفحصها أسئلة جرت بها العادة...
شعر ببعض الخيبة عندما أخبرته عن زواجها، وسرى في قلبه بعض الحنق،لعله اعتقد انها ستنتظره إلى الأبد!!أو لعله تمنى ذلك!!
ودّ لو يسألها عن الزوج العتيد، ودّ لو يعرف تغاصيل حياتها الحميمية حتى يجد ما يعيب به حياتها الجديدة فيشفي غليله منها...لكنه لم يجد بدا من السكوت...سألته في فرح ظاهر عن زوجته والأولاد وعن العمل والصحة و و ...لم يكن يسمع أسئلتها بقدر ما تاه في ذكرياتهما البعيدة تلك،تامل وجهها، لقد زاد حسنها اكثر، وصار جسمها اكثر اكتنازا...
سحبت يدها في خجل وارتباك ظاهرين، حيته من جديد قبل ان تواصل طريقها دونه،تاركة اياه في عالم آخر...