رغبات مؤجلة
((رائحة الجسد أثارت فيه رغبات مدفونة وعويل داخلي يدفعه للانقضاض على ما أمامه كذئب جائع أبصر فريسته الواهنة وتصور إنها سهلة المنال فاخذ يفكر بالطريقة التي تمكنه من الحصول عليها ليدفعه ذلك إلى تصور أشياء لن تخطر على بال احد سواه حيث ارتسمت الأفكار الشريرة أمامه وهو يتخيل في ذاكرته كيف ومتى يحصل على مرامه و اللذة التي تغمره حين يفوز بما يريد بعد أن أنهكته الشهوة المتدفقة التي ارتسمت على وجهه بعلامات أخذت تموج وكأنها زبد البحر الذي يقذف به بعيدا ليترك ما تبقى منه على شكل فضلات وفقاعات متلاشية في الهواء.
شغله التفكير كثيرا وهو يجول بأحلامه المتداعية التي ربما لا ترى النور لكنه يمني النفس بتحقيق ولو جزء ضئيل منها عسى أن يدرك مناه الذي حرم منه طويلا بعد أن عاش تلاحقه خيباته المتواصلة وحالته النفسية التي تضغط عليه بين الآونة والأخرى ليهيم تائها في الشوارع لا يدري ماذا يفعل سوى التجوال المتكرر في طرقات مظلمة وأزقة ملتوية أتعبته كثيرا لتزداد عزلته اتساعا ويتيه بالمجهول الذي أصبح الملاذ الذي ينتظره بعد كل إحباط يمر به.
خذلته امنيا ته المتعثرة بعد أن توقف الباص في محطته الأخيرة ليعلن انتهاء الرحلة ومغادرة الركاب له ليبقى فارغا إلا منه يعيش الحلاوة المتطايرة والنشوة المفقودة الذي تركته يتعثر على أحلامه وهو يحدق في الفراغ ))