اليوم عيد
ق.ق
محمود عودة
أشرقت شمس العيد وتجلت فرحة الأطفال وتعالت صيحاتهم واهازيجهم
الطفولية ، الا بدر مازال يغط في نومه ، يتمه أنساه بهجة العيد.. امه
تتكور في غرفتها جزينة بعيون دامعة وقلب نازف .. ابو بدر الشهيد
يدخل عليها بملابسه البيضاء يستنهض امومتها لغمر ولدها بالحب
والفرح .. شعرت بيده تمسح دموعها وابتسامته المشرقة تبعث الدفء
في قلبها .. فاقت من غفوتها على صوت انفجار العاب نارية وصراخ
بدر بأعلى صوته .. بابا .. بابا .. ركضت نحوه بهلع .. احتضنته بين
ضلوعها وهي تمتم لا تخف .. هذه العاب العيد.. اخفت وجهها ودموعها
المنسكبة بغزارة على ظهر ولدها .
لبست وولدها بدر ملابس سوداء وخرجت تدور في الشوارع بين الزهور
الطفولية بثيابهم المزركشة مع اباءهم وامهاتهم والفرح يلف وجوههم ..
اخفت دموعها ، ونظرت الى وجه ولدها وانحنت تقبله بقبلات حزينة
واتجهت الى المقبرة بعد ان ابتاعت سعفة نخيل .. وضعت السعفة على
قبر ابو بدر ، مع صراخ بدر .. بابا .. بابا تعالى.. تعالى .. اليوم عيد .