خذني إلى حيث شئت، أحرقني أنّى شئت، وانثرني رمادا على صفحاتك البيضاء، انا ذكراك اللامنسية، أنا شهد علقمك اليومي، أنا الحيوية لمللك الأبدي، هكذا وصفتني في كل حين.
لكنك لا تعلم انك موسيقى حياتي الأولى ودمع حياتي الثانية،أنت دم العروق حين يسري، وبقايا الروح إذ تجف فيّ الدماء...أنت صرختي الممنوعة، وقبلاتي المسروقة من ثغر الزمن..
أنت ماضي البريء، وحاضري التعس بدونك..وأنت...مستقبل أروي عطش أيامه بمحبة، أنت رقم حياتي الأول، قبلك لم يكن إلا صفرا، وبعدك لن يكون إلا وليدك..
أنا حنان أيامك الصعبة، وكف مسح دمعة لم تنزل على خدك...أنا صوت أنينك الخجل يختفي وراء رجولة مثقلة بالصبر...أنا خطوط أكفك حين تفتحها للدعاء، هكذا رأيتني، هكذا عذبتني.
لكنك لا تعلم أنك دمعتي والابتسامة، أنت صرختي في الوجع والضحكة حين أسمعك...أنت شقائي أرسمه آهات حين أتذكرك، أنت أنوثتي حين أخفيها وراء الصوت الرخيم، وسخرية القهقهة...
أنت عنوان خلاياي الحية والميتة، وقنّ نبضي الحاضر والآتي.