حِيْنَ يَتَكَوَّنُ الغِيَابْ
يُغَادِرُ الدَّمْعُ عُيُونِيْ
صَوْبَ الوَدَاعِ الأَخِيْرْ
صَوْبَ تِلْكَ الأُمْسِيَاتِ
وَالأَمْكِنَةْ
وَأْصْبِحُ الآنَ
عُصْفُوراً غَرِيْباً
يَتِيْهُ مُجَدَّداً
فَيْ سَمَاءٍ بِلَا حُدُودْ
فِيْ أَرْضٍ بِلَا حُدُودْ
يُغَادِرُ الدَّمْعُ عُيُونِيْ
إِلَىْ حَنِيْنِ مَا مَضَىْ
إِلَىْ أَنِيْنِ مَا سَيَأتِيْ
وَيَسْرُقُنِيْ الحُزْنُ إِلَيْهِ
إِلَىْ لَا مَكَانْ
وَلا زَمَانْ
وَأُمْعِنُ فِيْ التَّيْهِ
إِلَىْ لَا شَيْءَ
إِلَىْ لَا أَحَدْ
إِلَىْ نَهَارٍ أَعْمَىْ
وَلَمْ يَعُدْ لِلَّيلِ جَدْوَى
وَتَتَسَاقَطُ أَصَابِعِيْ
مِنْ عَلَىْ شُرْفَةِ الغَيْبِ
وَالضَّيّاعْ
فَلَا أدوِّنُ مِنْ حَيَاتِيْ
غَيْرَ دَمْعٍ وَدَمْ
ذَبِيحٌ أَنَا
تُصَلِّيْ عَلَيَّ
سَكَاكِيْنُ الرَّحِيْلْ
وَسَكَاكِيْنُ الرَّحِيْلِ
كَبيرةٌ
كَثِيْرةْ
مَا يَكْفِيْ عَشْرَ مَرَّاتٍ
لِمَوْتِيْ
لِخَاتِمَتِيْ
هُوَ ذَا رَحِيْلُكَ
حِيْنَ يَتَكَوَّنُ الغِيَابْ
هُوَ ذَا غِيَابُكْ
حِيْنَ يَفْتَرِسُنِيْ
حِيْنَ يُؤَرِّخُنِيْ
كَوَشْمٍ مُقُدَّسٍ
عَلَىْ جَبِيْنِ الزَمَنْ