أراد التعرف بي ولكته كان متعاليا في الحديث
فأجبته :
يا سائلا عني ...
أتسأل من أكونْ؟
ببساطةٍ
سأجيبُ دون ترددٍ
أصلي تُرابٌ ...
لستُ أُنكرُ منبتي
ورُويت من عَرَقٍ تصَبَّبَ
في ظهيرة شمسِ يومٍ حارقٍ
من بعضِ أجدادي
فَصَرْتُ أنا رجلْ
جِلدٌ لشاهٍ كان يوماً معطفي
ما همني ...
ما ترتدونْ
أتقاسمُ البيضاتَ مع بقَّالةٍ
والديكُ يكرهني
أرى كُرْهاً شديدا في العيونْ
وَحِمارِيَ المسكينُ صار وسيلةً
للنقلِ ثم الحَرْثِ ثم ركوبتي
وأنامُ فوقَ حصيرةٍ
بملابسي أو شبهُ عارٍ
قد لا أُتِمُ عَشائيا
إن أطبقت مني الجفونْ
وعلى صياحِ الديكِ أضبطُ صَحْوَتي
فأُتم أعمالاً وأنجزُ غيرها
ظني الأكيدْ...
مَنْ مثل شخصكَ في منامٍ هادئٍ
يسترسلونْ
***
لكن تذكرْ
لا تفُتْكَ حقيقةٌ
إن الكرامة داخلي مولودةٌ
فلتعتدلْ عند الجلوسِ بحضرتي
وانطق من الشفتينِ
دونَ تَكَبُرِ
فالأرضُ حيثُ جُبِلْتَ ...
كانت جدتي تمشي عليها
منذُ آلاف السنينْ
غادر مقامِيَ
قبلَ أنْ تلقى شياطيني هنا ...
فأريكَ من طبعي الجنونْ