ذات صباح .. في حديقة "سنترال بارك"
الرّوح تقبع في ربعها الخاوي
والقلب هنا في "سُنتـْرال بارْك" واجم وحزين ...
مرّ جيش من الأطياف:
انكليز وهنود ، وروس ، صينيون، وأعراب ،
أفغان وأفارقة سود...
مرّ يهود وبوذيون وهندوس، مسيحيون، ومسلمون ...
خليط عجيب يمرّ أمامي..
قلت لي :لأنضو عنّي أفكاري ،
وأعود إلى ينابيعي الأولى .
نسخت وسلخت ومسخت الكائنات .
أعدت تكوين الأسماء،
تجرّدت منّي فصرت:
كائنا من زلال.
المشهد رائق: السّماء بزرقتها والأفق بهيّ بخضرته،
والقلب أخضر في سكينته،
ناعما نائما فوق عشب الخلود.
* * * *
الروح الفاجرة في ربعها الخاوي وأنتِ معي ..
أنتِ في المقعد المجاور منّي ،
وأنا أحتسي صمتي : "كأنّ بي داء شافيا".
أحدّق فيك ، أتشرّب النظرات الشّاديات السّاحرات ،
أنت النّوارس والحديقة ، لاشيء يشبهك في" سنترال بارك".
لاشيء يشبه فرحي .
أحدّق في عينيك ، وفي وجعي العربيّ ،
أقرع أجراسي، أمحو ظلّ الغراب...
وألقي بكلّ بلاغتي في .. سلّة المهملات.