هذا المساءُ يروقُ لي
فسجائري
لم تشتعلْ
رغم امتلاءِ المنفضَةْ
بعض الرمادِ هنا
على سجادتي
وعلى الوسائدِ
مُنْتَشِرْ
لا قهوةً قد أحتسيها ساخنَةْ
أو دافئَةْ
فالبُنُ ينفذُ حين يحلو ليلنا
هذا المساءُ بلا غيومٍ
أو نجومٍ
أو مواقد تشتَعِلْ
هذا المساءُ بلا قَمَرْ
لا كأسَ فارغَ أحتسي به خمرةً
ولِمَ الكؤوس أَعُدُّها
فالخمرُ من فاهِ الزجاجةِ
أحتسيهِ بلا ثَمَلْ
ونوافذي ليست تُطِّلُ على المحيطِ
فلا مراكبَ قد أراها
أو بضائعَ
أو مسافرُ ينتقِلْ
هذا المساءُ بلا حِراكٍ
صامتٌ
كشواطئٍ هَبَّتْ عليها عاصفَةْ
لا حُضْنَ فيها
لا قُبَلْ
هذا المساءُ مُغَفَلٌ
قد جاءَ يستبق الحكايةَ
قبلَ إعلان السَهَرْ
قبلَ اكتمال الكُحْل في عينيكِ
جاءَ مُبَكِرّاً
كي لا تَكوني حاضرَةْ
عَمَّ الظلامُ فما العَمَلْ؟
وأنا وحيدٌ
كادَ يقتلني المَلَلْ
سادَ السكونُ ..
ولا أمَلْ
هذا المساءُ بلا حدودٍ يَنْتَشِرْ
أبْقى وحيداً؟؟
لا مَفَرْ
هذا المساءُ أتى يُعَكِرُ سَهْرتي
فهنا الظلامْ
وهنا السكونْ
وهنا انعدامُ المزعجين من البشرْ
فتركتُ ليلي ساهراً
لأكون في حلمي بقربكِ هانئاً
حسبي بضارِ نافعٍ
هذا المنامُ ...
يروق لي