تمهل يا هذا العام
فلازال الدرس لم ينتهي
لازالت عيون أحمد تسألني ألف سؤال
ولازلت أجيب بلا صوت
فبراءة عيناه فوق المحال
لازلت اجادله في عمر الشمس
وشروق الأغصان على مهل
وكيف تصير الأغاني عريبة ويفور اللحن
كيف يجابه وجه الغد وفوح الأمس
لازلت أعلمه أن السنين لا تشبه بعض
وأن هذا العام على وجه المثال
مغسول بدم الأطفال
وبعهر الأنظمة العربية
لا تسألني يا أحمد ما معنى عهر
هي ألفاظ سوقية
وإن شئت أن تعرف أكثر
هي يا أحمد
حين يبيع الواحد منا شرف الأمه
والأحلام المولودة والمنسية
حين نساوم دون هوادة على ضحكتك أنت
ونسلب ألعابك والألوان
ونمزق من بين يديك الدفتر
لا تتأثر هو درس لا أكثر
تمهل يا هذا العام
فلازلت أذاكر وأحمد ما قال أبي
حين كان يضحك من سواقي الحلم في التربة العربية
كان يقول
اخلع حلمك والبس تربة الأوطان
واعدّ كما يعد النمل للشتاء
فهذي الأوطان فنادق
مملوكة وتباع
وفي كل يوم يسكنها غريب
وتحكمها أنظمة متجددة
تواكب قصات الشعر وعروض الأزياء
تحضّرو تطّور وعولمه
والأحلام يا بني
تحتاج أُلفة وغرفة ومعطرة
أسمعتَ ما قال أبي
ما أجمل ضحكتك أحمد
ما أجمل عطر براءتك المنثور
لا تتأثر هو درس لا أكثر
قبلة دفء فوق جبينك تتبختر
كل عام وأحمد طفل عربي
كل عام وأطفال العروبة رمز الغد المثمر
كل عام والأوطان أوطان
كل عام وأنتم بألف خير