من شعر جميل بثينة
ارى كُل معشُوقين غيري وغيرها
يلذّان في الدُّنيا ويغتبطانِ
وأمشي وتمشي في البلاد كأنّنا
أسيرانِ لِلأعداءِ مُرتهِنانِ
أًصلي فأبكي في الصلاة لِذكِرها
لي الويلُ مِما يكتبُ الملكانِ
ضمنتُ لها أن لا أهيم بغيرها
وقد وثقت مني بغير ضمانِ
الا ياعباد الله قوموا لتسمعوا
خصُومة معشُوقينِ يختصمانِ
وفي كُلّ عامٍ يستجدّان مرّةً
عِتاباً وهجراً ثُمّ يصطلحانِ
يعيشان في الدُّنيا غريبين أينما
اقاما وفي الأعوام يلتقيانِ
*********************************************
ويقول
لقد ذرفت عيني وطال سُفُوحُها
وأصبح من نفسي سقيماً صحيحُها
فلا أنا أرجو أن تعيش سويـّةً
ولا الموتُ فيما قد شجاها يُريُحها
ألا ليتنا نحيا جميعاً فإن نمُت
يُوافي لدى الموتى ضريحي ضرِيحُها
فما أنا في طُول الحياة براغبِ
إذا قيل قد سُوّي عليها صفيحُها
أظلُّ نهاري لا أراها وتلتقي
مع الليل رُوحي في المنام ورُوحُها
فهل لي في كتمان حُبّي راحةٌ؟
وهل تنفعنّي بوحةٌ لو أبُوحُها
**********************************************
ويقول
حلّت بُثينةُ من قلبي بمنزلةٍ
بين الجوانحِ لم ينزل بها احدُ
صادت فُؤادي بعينيها ومُبتسمٍ
كأنّهُ حين أبدتهُ لنا بردُ
عذبٍ كأنّ المِسك خالطهُ
والزنجبيلُ وماءُ المُزنِ والشُّهُدُ
وجيدِ أدماء تحنُوهُ إلى رشاءٍ
أغنّ لم يتّبعها مثلهُ ولدُ
رجراجةٌ رخصةُ الأطرافِ ناعمةٌ
تكادُ من بُدنها في البيت تنخضدُ
خدلٌ مُخلخلُها وعثٌ مُؤزّرُها
هيفاءُ لم يغذُها بُؤسٌ ولا وبدُ
هيفاءُ مُقبلةً عجزاءُ مُدبرةً
تمّت فليس يُرى في خلقِقها أودُ
نِعم لِحافُ الفتى المقرُورِِ يجعلُها
شِعارهُ حين يُخشى القُرُّ والصّردُ
ياليتنا والمُنى ليست مُقرّبةً
أنّا لِقيناكِ والأحراسُ قد رقدُوا
فيستفيق مُحبٌّ قد أضرّ بهِ
شوقٌ إليكِ ويُشفى قلبُهُ الكمِدُ
تِلكُم بُثينةُ قد شفّت مودّتُها
قلبي فلم يبق إلاّ الرُّوحُ والجسدُ