خربشات على الماء

مراكب في بحار الشوق تنقلني
تباعا
صوب دار اِدماني
شال حريري يفوح ندى
ويلوح في رحيق العمر
عنواني
ولّى الصبا
والعشق صار عمرا
والشوق عمرين
والشيب اَلهاني
يا نبضة الروح
يا عبير الوجد
الطَّل ظلّ
وصدى الخطوات يراقص بستاني
وستائر النيروز تًدلي بسحرها
همس جسور يلاعب أركاني
يحيني حينا
وحينا يغضّ الرمش في هذي
يصب رضاب الشوق بفنجاني
فتلعثمي صنوان والأنفاس
في بدني
وغصي هوى في الروح
تاريخ سكناك الروح مولدي الثاني
ناعمك الفتان نبيذ معاقلي
عيناك خمر قافيتي
ومسامك الخضراء أوطاني

جنائن ومغناة
وربيع دائم يحرض اللون العاشر من قوس قزح
على الانفلات نحو الغدير
صوت الناي ناعس
وخلخال غجري يمارس الحياة
ويكنس السكات الملبد في الذاكرة
جانح ضجيج النضوج الرطب
وعيناك تنظم مواقيت انتهائي
أنفاسك بداياتي
ووجهك العامر بالصبح
يمسد فوق الابتسام
ويهدي للياسمين الفرح
يا امرأة الفصل الخامس
يا نسيم النبيذ
وأهزوجة الزيتون والتين والعنب
يا استثنائية النبش في روحي
ولهجة الأحلام الوردية
ضفافك لملمةُ شرودي
وغوصك أمنية قدرية
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد
( حبيبي قال انطريني)


صباحك وشوشات القرنفل

التقيني على حدود غيمتنا
نوشوش القطرات عشق
نروي تربة المطر قُبل
ونهطل في مدى الجنون
جنون
ونضيع في بعضنا مرتين
مرة كي نتوه
ومرة كي نكون

أتحجج بالنور كي
ألوذ بليل شعرك
وبالعتمة كي أغيب عن الوعي
في ضياء فتنتك
أتحجج بالبرد والصيف
كي تخبئيني
فصلين كاملين
في عينيك الساحرة
أتحجج بجوعي الطفولي
كي أشاكس بشقاوة
باحاتك الماطرة
أتحجج بارتعاش أصابعي
كي أكتب فوق ظهرك
قصيدة شوق
وعلى وجنتيك أكتب
للعشق الفاتحة

تشرق على شفتيك
نون النسوة
وفي عينيك تتوه
تاء التأنيث
يا امرأة ترعد غنجا
في المدى
ودلالا غجريا
في بيادر التنهيد
الليل مسّ الصبح
والصبح أضاع فنجانه
فصرتُ في ثرى أنوثتك
مثابر شريد

جلجلة
وافتراس يمسح أشداق الشوق
بعطر أصفهاني
ويهز عنق القصيدة
فتقول القصيدة
حروفها الثلاث
نبض
ما عاد الحب يقوى
على اتساعك مولاتي
ما عاد يشفي غليلي
عشق كالذي يمارسه الأخرون
وما عاد يعنيني تقويمهم
عيناك أول النبض
وآخر النبض
شفاهك مفتاح الصبح
ونوافذ الليل
نهداك قافلة فصولي
وشعرك المجنون
دهرا من الموت
ودهرا من الحياة
متسكع في الشوق أنا
أرسم بسوناتا أقدامك العارية
لوحة بلا إطار
لخلخال عاشق
وخال يشاغب الهذي
بزلال أصابعه
ويراود نخلا
استأنف التعمشق نحو السماء
يرشق الهواء بتمره
ويغسل بظله والنور
أعشاب حواكير النرجس
متصعلك في الشوق أنا
أقدم النذور لحلم
بلون الأقحوان
يجرني نحو سراديب الولع
ويشعل حواس التين والليمون
ورضاب العنب
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد
( دائم الوجد والغوى سيد الهوى قمري)


صباحك نرجسات فواحة

زحام يرتل صوت الحمام
وفوضى أنيقة
تُدِبّ الحياة
الشقية
الشهية
على فاه فجر
يراقص ظل العابرين
وهذي المسافة
بيني وبيني
ترفّ ترفّ
وتمضغني في سرايا الحنين
أحن لموت بطعم الحياة
وعين تشفّ
رنين الوتر
وخطو يباغت عنق الوعاء
ويغلي مزيج
الندى والسهر
ويبهر عمق ناسك حلّ بي
ويبهر حلما
ملّ المطر
أود ثلوجا
وبردا ونار
وصوت مغني
ينشّزحينا
وحينا يدوزن صوت المقام
على لحن صبية
تجوب البراري
تناجي السفر
لا تبالي كثيرا بوخي الحذر
على لحن دجلى
وبردى
وعاصي
وحينا يصير فارسيا الغناء
نيليّ البلل
نبطيّ النغم
وعند الشروق
يدندن عمّان روحي
والقسمات
أود الحياة
وعين تبارك
موتي اللذيذ
شفاه تصافحني
في السكات
وروح تلوذ بمحراب روحي
كروح مولاتي الصغيرة
تلملمني
تبعثرني في الشتات

في درب عينيك الاستثنائي
أضعت أميّتي
وارتديت أبجدية
العاشقين الغارقين
وعلى أفنانك
المقطوفة من عنق السماء
يتهجد صوتي
وتصير أصابعي قصيدة

هل تحسني عشق غريب
بلا وتر
يهجأ الأسماء مرتين
يدوزن الكمنجات
ويغني لحنه الشارد
في ضوء القمر
ويردف كلما مر الرحيق
بأني عاشق
ويموت عشقا
في القصيدة
ويموت توقا
للمطر
ويصادق الليل والمرساة
يعانق التنهيد
ويسب صوت الوقت
الراكد في السهر
لا ينتظر
بل ينتظر
تلك البعيدة القريبة
القابعة في عيون
ضاربة الودع
يا للبدع
الشوق صار بحر
والبحر صار
جسدا للغياب
والعاشق المسحور
ذاب
وظل يشرب كأسه الخائب
في سكون المعجزات
ويردد لأنية الرحيق
هل تحسني عشق غريب
بلا وتر

أي اسطورة تحويكِ
مصنوعة من ثلج
والنار تحكيكِ
نيروز مسه الجن
حين دنى
من ملمس الغيم
المخضب فيكِ
وتعاقب حول مدارك
حولين كاملين
انتحل كل الفصول
ليذوب هذيا
في بواديكِ
حجلاك قداس
أرزات شامخات
ترتل الصوم فتنة
وتفتن الأزرار
إفطارا
وترتيلا
ساقاك صحراء
لها مطر
يحلو الضياع بها
وفيها الصيف
والبلل
وشفاهك ورد
له الرضاب ساقيا
يفوح خمرا
ويغوي الهمس تقبيلا
فما مر عطركِ
إلا وانحنى بعضي
وردد بعضي
في هواكِ ترتيله
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد

( عيونك الصيف وعيوني الشتي)