خربشات على الماء

دوزن جناحيك
هندم غجرية أوصالك
تنفس ملئ الحلم لون الأرجوان
وانضو السكون
خيبة خيبة
قالت العرافة للفتى
والفنجان فاح تمتمات ووصايا
هذ الرداء الصباحيّ يعشق جسد الندى
ويلف سعيرا مسامه المشتاة
ترجّل يا فتى
فخيول الغيم مزمعات على الرحيل
والثرى يُنبت أولاد الثرى
لنون النسوة خلخال
وخال فوق الشفاه
يطرق أبواب الدهشة
يشعل أصابع اللمس
ويُدخل العيون في لهجة اللهاث
والساق إذ رنّ غواية
سقى اللحن لعثمات
وتاه الوتر في مداه
سأرشف الفنجان
وفيروز تدندن
( حبك ما بعرف هن قالولي)

صباحك هديل الأقحوان

سهام
وشوشات
فوضى طقوس لامعات
وحلم يناولني للدنان
يثملان
وشجرة النخيل تهوى لحن الطفواة
تنجب ثمرات صغيرات
وتراهق في عمر الفنجان
يا امرأة النبيذ المسافر بيني وبيني
يا آخر وصايا السماء
وأول طريق لموتي في الهوى
جزلٌ عطركِ في دمي
وبلاغة النيروز في كفيك أشهى
هذي ارتباكاتي
وهذا صراط الجوى
هذي خيول شرقيتي الغجرية
هذا الصهيل
وهذي جدلية الغيم وفيوض الشغب
اغمري أقدام الضياء بجنائن الياسمين
استنطقي نمور التأنيث
وخربشي منيتي بلذيذ الترف
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد
( صوّا الهوى قناديله)


صباحك عبق الجلنار

صبِ ألوانك مولاتي
فالبحر بلا لون يغرق
والليل مضطرب الأنفاس
يهجره النوم
ويعيش وحيدا بالمنفى
والشمس تصلي بلا مرفق
صبِ ألوانك مولاتي
نيروز بك يغدو أعمق
والزهر تصفو ألحانه
والدوري مشرقه ألبق
والتوتة تسبق ظل الماء
والماء ملمسه أمشق
صبِ ألوانك مولاتي
قُزحا ونبيذا في الدورق
واسقِ لعثمتي أقداحا
تتصوف شفتي أو تبرق
فبغيرك كيف مولاتي
أن أكتب شعرا أو أعشق

يذهلني دهشتكم سادتي
وكأننا أبناء اليوم
ولم نشهد بيع الأوطان ولا صوت الدم
لم نشهد مقايضة بأحلام الثكالى والأرامل وطفولة الورد
لم نشهد تزويرا للتاريخ بعد
لم نعرف حجم كروش الإثم في عروبتنا
ولن نعرف أن مُصاب غزة
ليست أول ولا آخر صفعة على الخد

تحرن القصيدة وتصير ادعاءا
إذا ما تغلغلت بنسونة نونكِ
ونشبت أظافر الشغب بكعوبك العارية
إذا ما تهدهدت على صدرك
وتبادلت نهب الحنين وياسمينكِ
حتى نهنهة الفجر
إذا ما توحدت وبلاغة الشفاه
وأعادت تنسيق العفاريت والملائكة
تحرن القصيدة ظبية العمر
إذا لم تزر ميادين واحاتك الواسعة
اتركِ عروة الليل تغني
لتداني القصيدة سماءك الناعمة

تبعزقني أخيات الشوق على كمنجات الصباح
وتلملمني هواجس العيون الفاتنة
زهرة جاردينيا
عرافة
عصافير الدوري
ورحيق يشبّ من رقاد
يشاكس قرص الشمس
ويملأ عش الغنج بثورة النبيذ
يهندم أجندة الموج وياقة القصيدة
ويلبسني الغرق حتى تلاوة الشغف

اخترقِ المجاز وقوانين العشق والمحال
فكِ أزرار السماء واصعدِ
نحو واحة اللازورد وقمصاني المعتقة العشقية
تهندمِ برائحتي
ولا تنسِ أحمر الشفاة وطلاء الأظافر
لا تستنجدي بشيء
انثالِ قبائلا في الهوى
تكاثرِ حواسا
ولا ضير إن كان السقوط حرا
في احضان الياسمين
فللياسمين حكايا
تضرم الدفئ بصوت البلابل
وتوقظ خفقات الأسارير
تورطِ قليلا
وورطيني كثيرا
فللعشق توريطة تفشي العليل

نديمي في الصبح طيف وذاكرة
وشوق سليط يشعل الضوضاء ويبتسم
خِلت أني لا انهزم
وأني أقوى على الصبح وفنجاني
دون عرافة وأغنية
عيناكِ نيروزتي انهزامي
وصدرك باب المعركة
سانديني بغصن الياسمين
شغب الجدائل
ودلال المعطرة

عيناكِ آلهة الألوان
خمر بحر وفيروز
ولآلئ تخطف ولهان
وسنابلكِ غيث قطن
أقصوصة من ملك الجان
هذا الكف نبيذ الدهر
والعنق سرايا المرجان
وقرابين الليل تفوح
من خصلٍ تحكِ الألحان
وشفاه إذ همست همس
فز التوت
وذابت في الهذي الأشجان
هزِ النار يفيق الثلج
ويشعل في الروح البركان
قداسكِ حدس الطلع وفجر الريح
وخلف كعوبك يشرق بستان
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد
(يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين)


مساؤك تلاواة الشهد

توابل
زبد الفوضى
تبغ يشرب الفنجان
وهج جائر على هدوء الصبح
عطر امرأة تعشق الثورة
وهديل مغناج يناكفني
يضخ النار ويمارس الردة
أمشط ملامحك أميرتي لمعة لمعة
أدوزن حاستي الثامنة على وقع خطاكِ
أتفرّس حدائق الفل
وأقطف نشوتي شهقة شهقة

يجهش الشوق باسمك
والفراشات تصير عطرا فارسي
أقضم المسافة
تقضمين من فمي الحنين
تؤججين الحضارات
وتشعلين فيالق النيروز على عجل

كخريطة النور
يمنحني طيفك صباحا بأجنحة
يُدخلني متسلقا
في تضاريس المخمل
وجغرافية العناب والقرنفل
أفكّ إرث الليل المذاب في نبيذك
ولؤم المسافات الموروثة في رحم الشوق
ما بيننا حلم وطوق
حشود متكاثرات من عشق وهلوسة
ووعد أضرمته السماء في عمر الأمنيات
بتلات فاتنات
خيول بربرية
حقل حواس متحفزة
وحدس يداهم الروح بلا مقدمة
أميرة السنابل يا حديث الملحمة
هذي القرابين زاد وباقاياي المؤججة
أقيمِ احتفلاتك
دسِ الغنج بالأرغفة
وقيّدِ جدائلك بي
وقيديني باللهجة الثائرة
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد
( ودخلت في ليلين فرعك والدجى)


صباحك سوسنات مشرقة

يبهجني أني أعيش بحبك فاتنتي
كل الحالات
قلق
تهدأة
ثورة مموج
تحدِقة في النجم الصاعد صوب الأرض
إعصار
غرق حد العمق
وفحولة شوق يعتدّ بصلب الخلجان
يبهجني أنك فوق الجرح صلاة
وتلاوة قرآن
وفوق الروح بلسما شفيّ
يبهجني أن تكثري مثل القصائد فيّ
وتولدي مثل القصائد فيّ
وتسكني في كل ليلة ليلتين على دفاتري
تقلّبي الحلم والحاني الليلكية
توزعي وهجا هنا
وهنا تضيفي شمعة شهية
يبهجني أنك مثل نسيم الفجر
والبندقية
تقتلي صمت الفصول
تُرهبي نبض النوارس
وتعيدني إليّ

متأمرة براري الليل وشوع طيف الغجري
على نسائمي الهادئات
يسكبن النبيذ وقرع الأقدام الحافية
يشعلن خلف الغيم ثرثرات الحرير
يمنحن النار تأشيرة الأجوبة
يبقين نسائمي في شغاف السؤال

في حواكير الصباح نجمة أغفلت الليل
واندست في لعاب الأمنيات
سقت حكمة البريق لزهر الفل
واهدتها أصابع الحكايا
واصوتها اغتسالا في كفوف سيدة الأقاح
يا امرأة الأساطير يا أميرة الفصول
روزنامتي حدائق وحرائق
نشوة عشق وانفعالات سحيقة الشوق
افلاتات نحو رحيق المستحيل
وفوضى مغموسة بالألوان غير المحايدة
قتّقِ الرحيق في فوضاي
انتشلِ حرائقي قطرة قطرة
ترجمِ المحال بقلبة لا تنتهي
بخربشات غنج تعيد ترسيم الجنون
بصليل عيون ينهي المعارك قبل أن تبتدي
بنسيج ماهر من وشوشات الدنان
وبتوحد الماء بالماء والنور بالغرق
سأرشف الفنجان
وفيروز تغرد
( جُمع الزمان فكان يوم لقاك)


صباحك همس فاتن الأريج

البسِ صدفة الغيث وفاجئيني
بللِ صوتي
وحاستي العاشرة
تحرشِ بظل الشجيرات الساكنة
كونِ احتمال المسيحيل المخبئ في عمر الأمنية
فالمواعيد تقاتل الوقت
والصدفة تحيي الساعة الواقفة

لم يبقى في الصبح مكان
نصفٌ تُشغله سلالة النور
طيف
وبزوغ لقافلة تروي الغدير المار على بساتين الأحجيات
ونصفٌ يعلقني على خصر الحلم لحنا
قيثارة
نايا وكمان
هذا العالق بي خدر وجذور تستهلكني على مهل
الريح تعرفني وشجرة الصنوبر
وتلك الفتاة العاشقة المنتظرة
منذ عشق فائت
انهكها ذاك الفارس الذي باع الحصان وترجّل
تلك الفتاة ترمقني
وكأنها تعرفني
وكأنها تسألني
هل رأيت ذاك الحصان
هذا الزمان بلا يدين يا صغيرتي
ترجّلِ وتنشقِ خبز الصباح
وأعيدِ تقويم الفرق بين الموت والولادة
مثلي أنا
أمارس الموت والولادة
أداعب تناسل الفراش والورود والنبيذ
قدحي قصيدة
وقافيتي تبغي المشتعل من لهفة العيون
أعانق الفراغ المنفلت مني
أملئه بي
وأنحت ظل الهواء
وأنتشي

صهيل عارٍ
وخيول غجرية القسمات تلاعب مزاج النار والقهوة
طراوة تغازل أحداق النسيم
وتسكب امرأة من خيالات النبيذ في قدح القصيدة
يصلبني حرفان ومعطرة
ويغريني المسير في المسير

يقولك تشرين بطريقة السحره
بخور مركّز من لذيذ الطلع
أنامل لهيب مولود في قلب عاشق
دهشة اللامعقول واللاممكن
وسفر المبهم في مشاوير الفضول
يحملني على الموت والموج
وعشق تمتمات البلل الماكر

أدمن الفنجان وجهكِ
والعرافة أدمنت قرائتي
لكْنَةُ النيروز فاحت
وأطل عبيركِ من راحتي

تهز نمورك شواطئ الليل
تبعث الحمائم على التمتمات
وإطعام شغف الشفاه هديلها
شرس نور القمر
شره عبث النجمات
والفوضى عنوان سيقان الأرجوان
شقية نمور أنوثتك
تزرع وسط صحراء النشوة
بئر من نبيذ
تخربش بطلاء الأظافر جسد النار
وتشعل الريح والمدينة

في الليلة الثالثة بعد الألف
صحى الليل في كف شهريار
وتناسلت الحكايا ياسمينا من شفاه شهرزاد
باع السياف سيفه واشترى قيثارة
وتعطلت كل اللغات إلا اللمس والأريج
قناديل تُشعل الغموض دهشة
حضارة تفطم صمت البراري
وعنفوان يزيد الشهيق شهيق
أوسعِ عرين الشذى شهرزاد بالبريق
وتكوثرِ دلعا غنجا ونسيما
وتغلغلِ عطشا يروي شموخ الحكايا

مشاعا للريح
ينثرني الهتاف المخضب
بشمس الشوق
تتغرغر سهول السهاد بي
وتستحم وعود الياسمين
أتعمشق بحركِ صوب غيمتنا
أنكر المسافة مرتين
وأتوه متصوفا في ليل العاشقين

أنضو بدلة الشوق
وارتدي عصافير طيفكِ
أخفُّ كقفزة اللقاء بعد دهشتين ولمسة
اغرق على مرافئ ياسمينك
وأفرّ نحو الليل باحتضانة وقلبة